هل من مبارز ؟؟؟ !!!
سامي براهم
إلى اليوم لم نستمع من أهل الإختصاص في التّاريخ الحديث والمعاصر إلى قول معرفيّ رصين هادئ يشفي الغليل تفاعلا مع الجدل الذي شهده الفضاء العمومي حول قضايا تهمّ تاريخ البلد وأساسا إتّفاقيّة الإستقلال وما تلاها من إجراءات لتصفية تركة الإستعمار…
هناك فقط وصم للآخرين بالجهل وعدم الأهليّة واتّهام لهم بالتّآمر على إستقلال البلد وتشويه رموز الحركة الوطنيّة وتفتيت الوطن… بل ذهب أحدهم بكلّ حماسة في شكل من التحدّي إلى الدّعوة إلى مناظرة علنيّة حول القضيّة “دعوة كرّرها في كلّ وسائل الإعلام التي إستضافته” كأنّها دعوة للمبارزة…
وهو موقف غريب يندرج ضمن ثقافة السّجال والمناكفة والمغالبة والنّزعة الإنتصاريّة التي يجب أن يترفّع عنها من ارتقى إلى مصافّ المؤرّخين المتّزنين.
نريد من العقلاء الذين يعدّون أنفسهم جهة مرجعيّة محكّمة في تاريخ البلد أن يجيبوا بقول معرفي عن أسئلة التّونسيين وهواجسهم… هذا حقّ المواطنين عليهم بمقتضى ما أنفقته عليهم منظومة التعليم العمومي من المال العامّ لتيسير سبل الترقّي المعرفي…
المؤرّخ المؤهّل ليكون قوله مرجعا يجيب من خلال النّدوات والبحوث العلميّة والحوارات المتخصّصة البعيدة عن الأهواء والمهاترات والتّوظيف الأيديولوجيّ للجدل حول التّاريخ وتجييره لهذه الجهة أو تلك.