الأربعاء 12 مارس 2025
سامي براهم
سامي براهم

تحليل أوليّ لبيان غريب

سامي براهم
الفصائل السلفيّة الجهاديّة لا تؤمن بالكيانات القطريّة لا لأسباب سياسيّة تتعلّق بالموقف من سايكس بيكو بل لموقف دينيّ عقائديّ من مفهوم “الوطن والوطنيّة والدّولة الوطنيّة والعلم…” باعتبارها طواغيت، وهو مفهوم مناقض لمفهوم الأمّة والخلافة باعتبارها عقيدة وشريعة،
كما لا تؤمن هذه الفصائل بالإستقلالات الوطنيّة سواءً كانت مكتملة أو ناقصة.
كما لا تؤمن بالمظاهرات السلميّة كوسيلة للتعبير والإحتجاج ولا بالعدالة الإنتقاليّة وهيئاتها التي تصالح الضحايا بالجلادين الطّواغيت الذين ينسحب عليهم باعتقادهم حكم هدر الدّم بالذّبح وقد مارسوه بحقّ جنودنا وأمننا، كما لم يتضمّن أيّ من بياناتها إدانة للإرهاب أو إيراده في سياق استهجان وتجريم، بل الإرهاب في اعتقادهم لفظ قرآنيّ حكم شرعيّ من خلال فهم مشوّه للآية “ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم”. ولم يدرجوا على استعمال عبرات الرّحمة في توصيف النبيّ فهو في تمثّلهم النبيّ الذي جاء بالذّبح وهو الضّحوك القتّال فضلا عن أخطاء لغويّة مثل رسم الهمزة.
إنّ صحّت نسبة البيان إلى كتيبة متحصّنة بالجبال فهي مقدمات نقلة نوعيّة أشبه بإعادة الإنتشار حيث يكون لفصيل عسكريّ في كهوف الجبال إمتداد سياسيّ وسط الحضر يحرّض النّاس على التظاهر دفاعا عن إستقلال البلد وثرواته كأيّ حزب سياسيّ أو كتلة برلمانيّة، وربّما قاد مكشوف الوجه أو بشكل مقنّع هذه التحرّكات التي إنفرد بالدّعوة لها من دون كلّ الفاعلين السياسيين والجمعويّين.
طبعا كلّ هذا التحليل على افتراض صحّة نسبة هذا البيان الغريب لهذه الكتيبة.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

سامي براهم

سهام بن سدرين: الظلم ربّي ما يسمحش بيه

سامي براهم  لماذا كانت الأستاذة سهام بن سدرين محلّ استهداف وقصف عشوائيّ من الجميع تقريبا …

سامي براهم

وما يعلم تأويله …

سامي براهم  مولعون بالإعراض عن المُحْكَمات واتّباع المتشابهات ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله … جدل المتشابهات …

اترك تعليق