مازالت الأزمة الخليجية تتحفنا بين الفينة والأخرى بالدروس والمبادرات والحلول من عالم الواقع وعالم الخيال معا.. آخر الحلول ينتمي قطعا إلى عالم الخيال.. فبعد فشل تغيير سلوك النظام في قطر على مدى السنوات الماضية مضت كل من السعودية والإمارات إلى تغيير النظام نفسه.. وبعد فشل تغيير النظام جاءت فكرة تغيير الجغرافيا..
السعودية تفكر في حفر قناة مائية على طول حدودها مع قطر لعزلها بريا وتحويلها إلى جزيرة.. بلغة أخرى السعودية سترمي قطر في البحر.. لأول مرة في التاريخ تتحول تسوية الأزمات من تغيير السياسة إلى تغيير الجغرافيا.. تذكرون ذلك القائد الصهيوني الذي قال ذات مرة أتمنى أن أصحو في الصباح لأجد غزة وقد ابتلعها البحر.. هكذا يفكر حكام الرياض الآن بشأن قطر.. الفرق أن أمنية رابين ظلت حلما أما أمنية بن سلمان فبإمكانها أن تتحول من عالم الخيال إلى عالم الواقع.. في العام 2014 حين سُوّيت الأزمة وطُبّعت العلاقات عاد سفراء الدول المقاطعة إلى الدوحة.. فكيف سيعود البر السعودي إلى البر القطري إذا انتهت الأزمة هذه المرة بعد أن تكون “قناة سلوى” قد فصلت البلدين؟