النهضة والقبة الحديدية
عبد القادر الونيسي
مسألة الإتفاق أو الإختلاف مع النهضة لا تمثل أي خطر على مستقبل الحرية في تونس.
الخطر هو محاولة البعض تغييب الحركة عن المشهد السياسي دون الإنتباه أنها المعطى الوطني الرئيس في إستقرار البلاد وهامش الحرية الذي يتحرك داخله الجميع.
لا ينكر إلا جاحد كسب الحركة النضالي في مقارعة الفساد والضريبة التي دفعتها لوحدها بعد ما انحنى الجميع أمام عاصفة القمع.
لا ينكر إلا جاحد أن البعيد والقريب يستظل بظلها فهي التي تلاعب أفاعي النظام القديم الذين يريدون العودة بالبلاد إلى الأيام الخوالي لطبع الفساد والإستبداد الساكن في أعماقهم.
تخسر كذلك البعض من صفها في تقديم التنازل تلو الآخر للعدو المتربص خارج الحدود لطمأنته وإتقاء شره وهو الذي كان يتهيأ لتنزيل سيناريو الإنقلاب المصري في تونس.
إقصاء النهضة وإضطهادها يعني العودة إلى مربع الإستبداد وعندها سيسقط السقف على الجميع.
جربت النخبة والأحزاب سابقا مع بن علي لعبة الديمقراطية بدون النهضة والحصاد كان الفتك بهم جميعا ومرت البلاد بأسوأ سنوات الفساد والإستبداد في تاريخها المعاصر.
إن مازال للثورة صوت اليوم تحت قبة البرلمان أو في الشارع وأحيانا في القضاء وفي وسائل الإعلام الشعبي فذلك يعود بأقدار كبيرة إلى توازن القوى الذي تمثله النهضة في المشهد السياسي.
القوى الثورية لن تربح المعركة إلا مع النهضة وليس ضدها.
في الختام النهضة ليست فوق الجرح والتعديل لكن القصف المتواصل بغير وجه حق في أحيان عدة والتآمر عليها في الغرف المغلقة سيأتي على القبة الحديدية التي مازالت تحمي ما بقي من الثورة وحينها لا ينفع ندم.