تدوينات تونسية

يحيا السيسي..

سفيان بن صالح
وكأن الزمن قد عاد بنا إلى الوراء، إلى ما قبل 2011… تعلن المذيعة صباح اليوم على أموج إحدى الإذاعات بكل جدية ودونما تهكم أنه ومن المتوقع أن يفوز العسكري الإنقلابي عبد الفتاح السيسي فيما سماه إنتخابات بنسبة لا تقل عن 95 بالمائة.
هكذا وكأن الثورة المصرية مجرد حلم قد استفاق منه أصحابه، وكأن ملاحم ميدان التحرير وواقعة الجمل وكل تلك الشعارات العفوية المغرقة في الإبداع المطالبة برحيل الطاغية مبارك كانت فسحة قد انقضت.
لم نستمع للديمقراطيين عربا كانوا أو عجما صوتا ولم نسجل لهم أي موقف يعبر عن استهجانهم لهذه النسبة المتوقعة لفوز الباطل على الحق، هؤلاء الديمقراطيون المناسباتيون، الديكتاتوريون الايديولوجيون بالداخل والاستعماريون المتصهينون بالخارج متيمون بالديمقراطية إن هي تبرجت وانفتحت وقبلت نزواتهم الايديولوجية داخل البيت والخضوع والخنوع للسيد الأشقر خارجه، منقلبون عليها إن هي تمسكت بشرفها وأعلنت ولاءها لرب بيتها أسمر البشرة ونذرت نفسها لتربية نسلها على قيم الشموخ والعزة وشرف الإنتماء للوطن.
95 بالمائة رقم يحاكي الإعجاز الإلاهي، لم تستطع الكتب السماوية تحقيق نسبة إجماع تضاهيه لدى المصريين من مسلمين وأقباط، حتى أهرامهم -وهي من أعاجيب الزمان- ينتقدها ما يزيد عن ربعهم بداعي ما تطلبته من عذابات العمال من أسلافهم في عملية بنائها وما تعبق به أركانها من عبق الوثنية وصلف الفراعنة…
كيف لكل من صم آذاننا بخطبه العصماء عن الديمقراطية أن يصمت وكيف لكل من قدم لنا نفسه حامي حمى الحرية أن يخرس، أما صهاينة ما وراء البحار فأمرهم معلوم وأما أزلام الايديولوجيات بالداخل أفلا يرجعون عن غيهم أم حق فيهم قول الولى عز وتعالى “صم بكم عمي فهم لا يرجعون”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock