يدفعون بالهيئة إلى قعر البئر !
أحمد الرحموني
رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء
لا شك أن الكثير لم يفهم وهو ينظر إلى وجه رئيس المجلس (مجلس نواب الشعب) في ختام جلسة صاخبة وكأنه يتهيأ لاقتراف جريمة !.
في سرعة “جنونية” -حتى أنه تراءى لي أنه فقد السيطرة على نفسه- يدعو النواب إلى التصويت ويباغت الجميع ليعلن انتهاء هيئة الحقيقة والكرامة بانتهاء الجلسة !.
هل يمكن لـ 65 نائب أن يفعلوا ذلك ؟. هل يدركون أنهم يدفعون بالهيئة إلى قعر البئر وأنهم “يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ”!؟
لقد كان واضحا منذ البداية أن قرار التمديد الصادر عن هيئة الحقيقة والكرامة لم يكن إلا ذريعة أو حبلا لهؤلاء يطوقون به عنقها !.
كما ظهر أن الأعمال المتلاحقة -التي أعقبت قرار الهيئة- كانت تحضيرا لاقتراف الجريمة: بدءا بقرار مكتب المجلس بأن التمديد من صلاحيات النواب ثم عرض القرار على أنظار الجلسة العامة وانتهاء باستدراج أعضاء الهيئة وأغلبية النواب إلى نقاش عقيم ثم فرض تصويت سريع على قرار جاهز !.
ربما يعتقد البعض أن الأمر لا يمكن أن ينتهي هكذا بسهولة أو أن يتمسك البعض الآخر بأن التصويت باطل. لكن أليست هذه دوامة أخرى في وضع منهار يعج بالمشاكل!.