ما جدّ في البرلمان كشف الغطاء
الحبيب بنسيدهم
ما جدّ في مجلس نواب الشعب نهاية الأسبوع الفارط وبداية الأسبوع الجاري لا يجب أن يُرى من زاوية واحدة وبعين وحيدة، بل وجب تناوله بعينين ثاقبتين أن تزيغ إحداهما فتقوّم إحداهما الأخرى.
طبعا هذا لا ينفي البتة القناعة الراسخة عند أغلب الشعب التونسي بأنّ ما حصل بين السبت والإثنين تحت قبة البرلمان يبقى مهزلة قانونية وأخلاقية وسياسية بامتياز.
لكن، لنا أن نسأل ونتساءل ما الخير فيه ؟
حسب رأيي، وهنا لن أقول لكم ما قاله فرعون وزبانيته من بعده ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾، ما حصل هو ظاهرة صحية جدا للمبرارات التالية:
أولا:
لأنه عرّى سوءة أدعياء الديمقراطية وكشف زيف إدعائهم بالإلتزام بالقانون وعلى رأسهم رئيس مجلس نواب الشعب الذي ضرب بالنظام الداخلي وبالأعراف البرلمانية والأخلاق السياسية عرض الحائط.
ثانيا:
لأنه كشف أنّ أدعياء الديمقراطية قلّة في قبة البرلمان حتى أنهم لم يتمكنوا حتى من توفير ثلث تنعقد به جلسة عامة حسب منطوق الفصل 109 من النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب (والثلث هو 73 وهم كانوا 70 فقط).
ثالثا:
لأنه بيّن أنّه رغم الإختلاف السياسي والإيديولوجي تحت قبة باردو إلا أنّ العدالة الإنتقالية وحدّت ما مزقته الكراسي والأحزاب السياسية من بعد الثورة لترى إتفاقا وإن كان مفروضا بين اليمين واليسار حول تمديد عمل هيئة الحقيقة والكرامة.
رابعا:
لأنه أظهر أنّ الثورة في دواخل شرفاء تونس كالبركان تهدأ ولكنها لا تموت، لنرى هبة وإن كانت إفتراضية في الفضاء الأزرق إلا أنها قد تنتقل في كل حين إلى الساحات والشوارع التي حضنت من قبل حناجر أعلنتها مدوية ذات شتاء “خبز وماء وبن علي لا”.
خامسا:
لأنه حمل رسالة إلى الشعب التونسي مفادها أن ثورتكم على الإستبداد والإستعباد والتجويع والتركيع والتطويع والتطبيع مهددة ومتربص بها من أعداء الحرية والتحرر وأن الأهم من إنجاز الثورات هو المحافظة عليها.
#بنسيدهم