زلزال ليلة الإستماع الأولى لن يُنْسى
زهير إسماعيل
تقرير هيئة الحقيقة والكرامة بالنسبة إليهم مثل قانون تحصين الثورة. مسألة حياة أو موت. ويمثل مسار العدالة الانتقاليّة “مأزقا تاريخيا” لابد من تخطّيه، فهو تقريبا “العركة الوحيدة” التي تذكّر بالأصل (الثورة). فهم غير مستعدّٰين لرؤية أسماء رموزهم في تقرير سيقرأ العالم فيه تفاصيل مما ارتكبه الإستبداد في حق التوانسة على مدى ستة عقود. وسيكون هذا التقرير وثيقة تاريخية، وحدثا يسبق استحقاقا انتخابيا حاسما في 2019.
لذلك سيعملون على وأد المسار، كي لا يكون هناك تقرير، أو يفرضون تغييرات في الهيئة تكون نتيجتها تقريرا “توافقيا”.
معركة العدالة الإنتقاليّة وتواصل مسارها معركة صحيحة، سيعملون على تغيير عنوانها، ومنع تواصل الفرز على قاعدتها. ويوجد، مع الأسف، في المشهد السياسي من اختلاف في المواقف من المسار (يُلمح بصعوبة يوم أمس من خلال الكلمات في البرلمان) ما يمنع قيام تحالف واسع على قاعدة مسار العدالة الانتقاليّة، قادر بمفرده على تغيير ميزان القوى، وتصحيح المسار كله.