إنهاء عمل الهيئة شرط لمواصلة الصفقة/التوافق
مروان العمدوني
منذ أن أعلن نداء تونس عن انتهاء التوافق الثنائي مع حركة النهضة وبداية مرحلة جديدة من الصراع سعى في كل مرة للوصول إلى أزمة تظهر أنه قطع قطعا نهائيا مع صديق الأمس وإعادة مرحلة الاستقطاب الثنائي (رجعي/حداثي) لطمأنة ناخبيه.
ما حصل في مجلس نواب الشعب والضغط الذي يقوم به نداء تونس لانهاء عمل هيئة الحقيقة والكرامة وتمرير قانون المصالحة الادارية سابقا هو رسالة طمأنة للمنظومة القديمة التي بدأت تسترجع مواقعها الحيوية داخل أجهزة الدولة.
كل هذه الاخلالات والتعطيلات داخل مجلس النواب هو نتيجة حتمية لإرادة تغيير النظام السياسي ونسف مبدأ لامركزية توزيع القرار لأنها ضرب من تفتيت المنظومة السابقة.
المرحلة القادمة ستشهد عجز حقيقي في ظل تأزم العلاقة إذا لم يتدخل مهندسو التوافق، علما أن النية واضحة من خلال بعض تصريحات قياديين من نداء تونس أنه سيتم الاتفاق على إنهاء عمل الهيئة وهو شرط أساسي يضعه نداء تونس لمواصلة الصفقة/التوافق الغير معلن لضمان استمرار العلاقة المستقرة وإرساء نظام ديمقراطي وبذلك إتمام تركيز باقي المؤسسات الدستورية.
ومن خلال المستجدات الأخيرة على الساحة السياسية المنتظرة سيسعى نداء تونس لاستغلالها من أجل إعادة “vote utile” بعد أن تيقن من خلال الخارطة الانتخابية أن أصوات الناخبين غير مستقرة.