سبحانه يخلق من سفير فرنسا أربعين شبيها
كمال الشارني
حيث سعادته الجالس متوجا بين ثلاث حوريات تونسية، في صورة لمجموعة من الجزارين الغاضبين في القصرين خيّل إليّ أني رأيت سفير فرنسا بين الجمهور الشامت، وقبلها كدت أتورط في نشر صورة لشبيه له في احتجاجات قفصة، ومن فرط ما رأيته في الصور أصبح يخيل إليّ أنه يتخفى عمدا في لعبة غميضة “طلع من في الصورة ؟” وقد لعنت الشيطان لهذا الخطإ الشنيع الذي يمس بالعلاقات الودية بين بلدينا منذ إطلاق نيران مدافع البوارج الفرنسية علينا في 1881.
ثم خيّل إلي مرة أخرى أني رأيت صورته بين الأساتذة المحتجين على وزير التربية، سبحان الله، يخلق من الشبه أربعين وعدت على نفسي باللائمة، إلا أني كنت متأكدا أنه هو نفسه “سعادة سفير فرنسا” وهو يفتخر بزي صحراوي صحبة المثقفة الوطنية وقائدة الرأي الجامعية نايلة السليني في جلسة يفترض أنها “حول التعاون بين البلدين الشقيقين”، وليس لدي أي شك في الصورة التي تجمعه بتلك المرأة التي كانت مغمورة تنتج برنامجا ليليا جنسيا في إذاعة خاصة قبل أن تنتحل “طرح الأسئلة الخاطئة” باسم مهنة الصحافة في قناة فضائحية، وأنا متأكد أيضا أنه هو في الصورة حيث سعادته الجالس متوجا بين ثلاث حوريات تونسية على الحساب من سبعين حورية من حوريات الأرض: يجبد الشيشة سعيدا، في استعادة لصورة السلطان الجائر وسط “الحرملك” التركي: جوابا فرنسيا رسميا على فوضى النقاش البيزنطي حول المساواة في الإرث بين الجنسين في انتظار طرح المساواة في الإرث بين الأبناء وكلب الميت، طبعا ثمة صور مؤكدة لسعادته وهو يأكل الدلاع، يداعب البرتقال، يرافق الوفود الحكومية، يتبرع بدمائه الفرنسية النبيلة الزرقاء للشعب التونسي، حتى لم أعد أستغرب أن أراه يؤمهم في صلاة العيد القادم، وفقا لما قاله الكاتب الكولمبي الفذ ماركيز في قصة غير معروفة بعنوان “بلاكمان الطالح” عن البوارج الأمريكية الراسية في المياه الإقليمية لبلاده في مهمة ودية منذ عشرين عاما، “وقال خبراؤهم في شؤوننا”، مرحبا سعادة السفير، وعذرا على الخلط في الصور مرة أخرى، صدر بلادك أرحب من حماقاتي.