لماذا أستلذ شتائم الدول الأجنبية
كمال الشارني
لقد طاحت بنا الدنيا حتى أن الخارجية الألمانية تحذر مواطنيها في بلادنا من “السرقة والنشل حتى في النزل ومحطات القطار والحذر من حركة السير بسبب عدم احترام قانون الطرقات”.
وأنا أصبحت أستلذ شتائم “الدول الأجنبية لفوضانا” لأن قلبي معبي إذ تذكرت هذا الصباح سائقا من “رجال تونس البررة” أجبرنا (أكثر من 20 سيارة) في مدخل المروج الأول على التزام أقصى اليمين لكي يسير في الاتجاه الممنوع لمئات الأمتار ملوحا بإشارات بذيئة لكل من احتج مخلفا لنا شعورا عميقا بالمهانة وتساؤلا عما إذا كان فينا رجل يهبط ينحي له دين (…) لتخلي الدولة عن دورها، تصبح تلك الحادثة عادية حين ترى يوميا سيارات تشق شارع محمد الخامس في الاتجاه المعاكس ساخرة من عون الأمن الوحيد الذي يخلف انطباعا بأن وزارته نسيته هناك.
عموما، يمكن للسادة الألمان أن يصبروا أنفسهم بنكتة مرور: سائح ألماني امتطى تاكسي في تونس، في أول مفترق اخترق السائق الضوء الأحمر، ارتعب السائح لكن السائق طمأنه “لا تخف، أعرف ما أفعل، أنا سائق بروفسيونال”، كرر العملة في عدة مفترقات إلى أن توقف في الضوء الأحضر، استغرب السائح، قال السائق: “ما هو يمكن يكون سائق تاكسي بروفسيونال مثلي قادما من الجهة الأخرى”.