الثلاثاء 17 يونيو 2025
عبد القادر الونيسي
عبد القادر الونيسي

العيب ليس في الإستقلال

عبد القادر الونيسي
الرجاء أن لا نضل السبيل ونكيل السباب لإستقلال بلادنا عن مستعمر دمر ثقافتنا وأذاقنا أصنافا من الذل والهوان.
يوم الإستقلال يوم سعيد في تاريخ تونس من أجله تتالت قوافل الشهداء في معارك ملحمية من رمثة (تطاوين) إلى رمادة إلى صفاقس إلى قفصة والجريد إلى بنزرت.
العيب ليس في الإستقلال ولكن في من رهن هذا الحدث العظيم وجعله مطية لنزواته ورغباته وكان الحصاد بمرارة العلقم.
صحيح ازداد القهر والحيف وفعل بورڨيبة بالشعب من سجن وقتل وتشريد أكثر مما فعلته فرنسا تلك هي ضريبة مقارعة الإستبداد ولسنا نادمين على ذلك.
صحيح تعطل الإبداع فبعد أن كان شاعر تونس أبو القاسم الشابي أصبح الصغير أولاد أحمد وبعد أن كان أديبها البشير خريف أصبح شكري المبخوت وصحافيها الهادي العبيدي أصبح صالح الحاجة ومفكرها عبد العزيز الثعالبي أصبح عبد المجيد الشرفي وعالمها الطاهر بن عاشور أصبح يوسف الصديق..
هذا حصاد الإستبداد وهو لحين فأجواء الحرية التي هبت على بلادنا إن استمرت لن يكون حصادها إلا مزيداً من الإبداع والترقي بعد إنفكاك الضمير الوطني من الإصر والأغلال.
إستقلال 56 كان مع تأجيل التنفيذ حتى يوم 14 جانفي بعده إن لم نستقل فلا نلومن إلا أنفسنا.
تمنيت لو كنت حاضرا عند الفتح الإسلامي لتونس وتمنيت لو كنت في قيروان أسد بن الفرات وسحنون وتمنيت لو كنت في جامع الزيتونة مع ابن عرفة وابن خلدون في أبهى عصور الدولة الحفصية وتمنيت…
و لكن لو خيرت فلن أختار الإ تونس بعد 14 جانفي فهو اليوم الذي أصبح فيه التونسي إنسانا.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عبد القادر الونيسي

أستشعر نهاية الكابوس

عبد القادر الونيسي النظام القائم قام بإنقلابه بمساعدة أطراف عربية وأجنبية معلومة للقاصي وللداني. مجموعة …

عبد القادر الونيسي

الوفاق المغشوش

عبد القادر الونيسي ملاحظات عابرة : أولا : ساءني تعليق أحد الذين أحترمهم “الكلهم كيف …

اترك تعليق