المساواة الشّكلية واختلال التوازن الأسري
المساواة الشّكلية بين الجنسين سيفضي حتما إلى اختلال التوازن الأسري
أنظمة المواريث بين الشعوب مختلفة بشكل يتناسب مع احتياجات الناس بحسب بيئتهم والتحديات المحيطة بهم. لا يوجد قانون دولي للميراث كالمنظومة الدولية لحقوق الإنسان مثلا لأن مسألة الإرث ليست مسألة كونية. فتتعدد أنماط الإرث من دولة إلى أخرى حسب الخصوصية الثقافية والمرجعية الدينية لكل منها.
أقول لمن يدعو للمساواة شكلا في الإرث من مدّعي الحداثة أن نظام الميراث وفقا لفقه الميراث الإسلامي لا يقوم على أساس الاختلاف في الجنس والدليل على ذلك أن الأنثى والذكر يتساويان في التكليف والجزاء. بل يقوم على أساس العدل وعلى أساس ما أنيط لكل منهما من واجبات فكلّ حق يقابله واجب حسب الاختلاف في الأدوار”
وأنّ التفاضل في الميراث ليس اعتباطا بل هو قائم على مدى الحاجة إلى المال وقوة القرابة. فإذا كانت الحاجة إلى المال متساوية يستوي نصيب الذكر والأنثى فيرث الذكور والإناث في الإسلام بشكل متساوٍ في ثمان حالات مثلا منها عندما تكون الأخت والزوج هما الوريثان ومنها إذا مات الرجل وترك ابنتين وأبًا وأمًا فالأب السدس والأم السدس ولكل ابنة الثلث والحكمة هنا أن الأبناء مقبلون على الحياة وبالتالي تتعدد احتياجاتهم (منزل، زواج، أبناء…) في حين أن الأبوين قد تخطّا كل هذه الأعباء…، القوانين التي تحكم الميراث في الإسلام كاملة ومفصلة وهنالك حالات ترث المرأة أقل من الرجل عندما تكون هي وأخوها وهنالك حالات ترث أكثر من الرجل مثل: إذا مات الرجل وترك ابنتين وأبًا وأمًا فالابنة هنا ترث ضعفين الأب. إذا هو نظام كامل وشامل قائم على أساس العدل وفق منظومة من الواجبات والحقوق مقررة لكل جنس حسب صلة القرابة ومدى الحاجة باختلاف الوضعيات.
أختم بالقول أن المساواة الشكلية سيعفي الرجل من الإنفاق وستكون نتائجه وخيمة على العائلة والنسيج الأسري بأكمله في ضل غياب منظومة متكاملة ومعزولة عن مسألة الحقوق والواجبات.
أختم ببعض الآيات من الذكر الحكيم
{إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، {وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}
صدق الله العظيم