على هوامش زيارة وزير الداخلية للسعودية

نور الدين الختروشي
الزيارة رسمية ومعلنة فهي زيارة دولة بتمثيل وزاري.
الزيارة جلبت انتباه الرأي العام لثلاثة أسباب اولها العلاقات المستشكلة والباردة بين تونس والمحور السعودي-الاماراتي للاسباب المعروفة وثانيها وجود المخلوع في السعودية مع ما يعني ذلك من “ممكن” تدخل السعوديين لتسوية وضعيته إنسانيا وليس سياسيا وتأمين عودته وعائلته إلى تونس وثالثا طول الزيارة التي استمرت لحوالي أسبوع والوفد الأمني المرافق مما جعل الرأي العام يتساءل محقا حول طبيعة التعاون الأمني الممكن والمفيد لتونس مع السعوديين خاصة وأن تونس كانت “مدرسة أمنية” في محيطها العربي ومصدره لخبراتها الأمنية لدول الخليج.
استقبال الملك للوفد وبقطع النظر عن موضوع اللقاء هو تشريف لتونس وتكريم رسمي سعودي نتمنى أن تكون رسالته الواضحة رغبة سعودية في التمايز عن الموقف الإماراتي من تونس وعودة إلى المسار الطبيعي لعلاقات التعاون والإحترام المتبادل بين البلدين.
من الطبيعي بل من الواجب أن ينشغل الرأي العام لطول الزيارة وحيثياتها باعتبار الوضع البيني الهش الذي تعيشه بلادنا وباعتبار استراتجية التخريب الممنهج والتآمر المفضوح الذي تشرف عليها غرف المخابرات الإماراتية ضد دول الثورات العربية وفي مقدمتها تونس.
منطقة شمال أفريقيا منطقة نفوذ فرنسي-اطلسي ومحاولات وضع قدم من الروس أو الصينيين منذ عقود فشلت ولا يتصور عاقل أن جيل الهواة من السياسيين الخليجيين الجدد سينجحون حيث فشل اللاعبون الكبار فمستقبل المنطقة لن ترسمه خيم أمراء الخليج..
الجزائر وهي الدولة الأكبر حجما والأكثر تأثيرا في معادلة الإستقرار بالمنطقة تمثل تونس امتدادا لأمنها القومي وكل تغيير ممكن في التوازنات الداخلية معنية بها خاصة إذا جاءت بهندسة خارجية.
لا أرى كبير فائدة ولا مصلحة وطنية في الترويج للمؤامرة والانقلاب على المسار فلا ابراهم (وزير الداخلية) ولا غيره قادر على الإنقلاب وإن اجتمع وراءه شياطين الإنس والجن وهذا قلناه مرارا وتكرارا بحساب السياسة والاستراتيجيات الإقليمية وبحساب القدرة الداخلية أيضا.
من حقنا أن نعرف تفاصيل وطبيعة الزيارة “المطولة جدا” لوزير الداخلية إلى السعودية وهذه من صلوحيات مجلس الشعب وننتظر دعوة رسمية للاستماع للوزير وعندها سينقشع الضباب وتتضح الصورة… فلا داعي لضجر.

Exit mobile version