نور الدين العويديدي
“الحداثيون” جمعوا العجز عن الحضور الواسع.. مع مخالفة مبدأ التناصف بين النساء والرجال
تميز نهضاوي ندائي
انتهت بالأمس عمليات تقديم القوائم للانتخابات البلدية في تونس. حركتان فقط تمكنتا من تغطية كل البلديات هما حركة النهضة وحركة نداء تونس، وغطتا البلديات الـ350. أما باقي الأحزاب والائتلافات والجبهات فلم تتمكن حتى من بلوغ نصف عدد البلديات.
مثلا الجبهة الشعبية، التي تتكون من نحو 14 حزبا لم تتمكن سوى من تغطية 132 بلدية.
مشروع تونس الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بخصوص موقفه من الحكومة والدعوة لإقالتها وحديثه عن جاهزيته للحكم فلم يغط سوى 84 بلدية فقط،
يليه التيار الديمقراطي، الذي أكد هو الآخر جاهزيته لحكم تونس، وهو لم يغط سوى 72 بلدية فقط.
باقي الأحزاب لم تتجاوز 1 على 7 من عدد المقاعد،
فحراك تونس الإرادة غطى 47 بلدية فقط،
وحزب آفاق تونس لم تنفتح آفاقه إلا على 46 بلدية..
الائتلاف المدني لم يغط وهو ائتلاف أحزاب سوى 43 بلدية فقط،
وقريبا منه جاءت حركة الشعب وغطت 40 بلدية فقط،
ثم الحزب الدستوري الحر فتقدم في 32 بلدية..
وحتى حزب البناء الوطني الذي قدم نفسه في فترة ما بديلا عن حركة النهضة فلم يغط سوى 20 بلدية فقط.
تعقيدات القانون تنحر المزايدين
كثير من القائمات أي أكثر من نصف عدد القائمات البالغة 2173 قائمة عجز عن إيجاد مرشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يعني أن نصف القائمات لم تستجب للقانون الانتخابي المعقد جدا، فهو قانون ناتج عن مزايدات وشعبوية مفرطة، وقع المزايدون فيه في شر أعمالهم.
من المشكلات القانونية الناجمة عن المزايدات المفرطة والشعبوية البائسة والتطرف في الأفكار دون مراعاة الواقع، موضوع التناصف الأفقي والعمود. ففي 350 بلدية يجب أن يكون عدد المرشحين في كل قائمة من الذكور مساويا للمرشحات من الإناث.. وهذا هو التناصف العمودي. أما التناصف الأفقي فكل حزب أو ائتلاف حزبي مطلوب منه التناصف الأفقي أي أن يكون عدد رؤساء القائمات مساو لعدد رئيسات القائمات.. فلننظر كيف كان أداء الأحزاب من جهة التناصف الأفقي؟
يتاجرون بالمرأة ولا يثقون فيها
ما يلاحظ أن الأحزاب والائتلافات والزعامات الذين أصروا على التناصف عموديا وأفقيا هم أكثر من خالفوه. أما النهضة التي وضعت كل هذه التعقيدات القانونية للكيد لها، فهي الأكثر انضباطا للقانون الانتخابي رغم صعوبته وتعقيده.. لننظر الحصيلة.
– حزب نداء تونس، الذي صوتت له أكثر من مليون امرأة في انتخابات العام 2014 فله: 189 رجال رؤساء قائمات و161 نساء رئيسات قائمات.
– حزب حركة النهضة المتهمة بأنها رجعية ومعادية للنساء فلها: 176 رجال رؤساء قائمات و174 نساء رئيسات قائمات.
– الجبهة الشعبية، وهي جبهة يسارية تزعم احتكار الحداثة والدفاع عن المرأة فلها: 86 رجال رؤساء قائمات و46 نساء رئيسات قائمات.
– حركة مشروع تونس، وهي حركة تزعم أيضا احتكار الدفاع عن النساء، وتعتبر مشروعها مشروعا حداثيا منحازا للنساء فلها: 49 رجال رؤساء قائمات و35 قائمة فقط تترأسها نساء.
– التيار الديمقراطي حاله قريب من حركة النهضة من حيث قربه من التناصف الأفقي، إذ له: 37 قائمة يترأسها رجال و35 قائمة تترأسها نساء.
– حزب تونس الإرادة له: 26 قائمة يترأسها رجال و21 قائمة تترأسها نساء.
– آفاق تونس: من الأحزاب القليلة التي لها عدد الرجال مساوي لعدد النساء ب23 قائمة لكلا الجنسين.
– الائتلاف المدني لم تمكنه مدنيته من الانضباط لمبدأ التناصف الأفقي، إذ له 23 من الرجال يترأسون قائمات وله 20 فقط من النساء يترأسن قائمات.