الخال عمار جماعي
قد يذهب البعض أنّي مصاب بعُجب أو “عامل فيها بطل” وبعض نصوصي تجعل من “ها العبد الحقير” مركز قولها ومدار معناها فكأنّه مركز الكون وقطب رحاه.. حتّى ليجعلَ من نفسه “قصّة”.. وإنما سيرة الطين أو الرجيميات هي لإنشاء “بطولة واهمة” تستجدي تعاطفا أو تسعى لأمر مريب.. زدّ على هذا -كما قد يرى بعضهم- لغته غاية في البلاغة وأوقع في الأنفس حتّى ليوهمك بالصّدق !!
… إذن فليعلم أصحابنا ذوو الرّأي المكين، -والله من ورائنا حسيب- أننا مجرّد شاهد، رأى وسمع وعايش ومرّت به قافلة البلد وقطّاع طرقها وقراصنتها ولعبت به الأيام كأطفال تونس الشهيدة.. فكتب لوجه الله والوطن ليردّ بعض دين في رقبته.. وأنّ ما يخطّه هو محض صدق لا يغادره أبدا ولو كان على نفسه.. وإذا كان ما يقوله من سيرة تبدو “ذاتيّة”، فإنّ أغلب ما كتب قد عاشه جيل بأكمله.. ولا مزيّة له في إنارة ركن معتّم في ذاكرة البلد.. نحن جيل بُرغل الدّولة الكاذبة وبيضها الفاسد، نحن جندها المرحّلون إلى المحتشدات القصيّة، نحن صنيعة الخيارات الخاطئة التي أكلت من لحمنا وعظمنا، نحن وعيها الشقيّ الذي كان لا يفرّق بين ما يقرأ وما يؤمن به فنحيا بالمبدأ ثمّ بالخبز.. إذا كانت هذه بطولة.. فنحن أبطال.. ولا يزايد علينا أحد.. أكتبوا بروح الرّجال الأنوفة مثلما نكتب.. وسوف نصدّقكم..
“الخال”