شباب يتنفس الحرية.. كم هم محظوظون..
أطباء ضد الدكتاتورية
للشباب وللأجيال القادمة
كيف تفرقوا بين النخبة الحقيقية المثقفة الواعية… وبين أشباه النخبة “الثقفوت” الذي تمكن “إعلام مأجور” من غسل دماغهم.
شاءت الصدف أن تقابلت منذ يومين مع مهندسة شابة مقيمة في باريس (كلنا يعلم مستوى المعيشة الباهظ هناك) منذ أكثر من 10 سنوات.. وحائزة على دكتوراه في الإعلامية من جامعة فرنسية.. وصاحبة برامج رائدة (في الذكاء الإصطناعي) أسالت لعاب كبار الشركات، جوجل، أمازون، ميكروسوفت… دون ذكر الجامعات والمحاضرات الدولية والأبحاث العلمية (التي أصبحت مراجع يستشهد بها عالميا)… إلخ…
وفي تجاذب لأطراف الحديث تطرقنا لمعاناة المقيمين في الخارج وممكن الحفاظ على العادات والتقاليد (نسيت أن أوضح لجماعة النمط: ليست متحجبة) وكيف يقطعوا عشرات الكيلومترات لتدريس أبنائهم اللغة العربية…
عندما أرادت في 2015 الرجوع لبلادها لتنفعها بخبراتها في أي مجال يتاح لها.. تفاجأ بكم من “التمرميد والتمزبيل” بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. فرجعت للعمل بفرنسا.
ولكن ما أحببت مشاركته معكم: ذكرياتها في سنوات الجامعة.. سنوات يبدو أن بعض زملائنا تناسوها فقط بغضا في فئة معينة من الشعب.. وحقدهم الايديولوجي أنساهم أيام الجامعة وما كنا شاهدين جميعا عليه !
فقد روت: كيف كانت مغرمة بالتصوير الشمسي.. وفي إطار بحث لإحدى المواد، أرادت تصوير الحرم الجامعي.. فما راعها إلا والبوليس من “الأمن الجامعي” إفتك منها آلة التصوير، مع كل الترهيب والرعب الممكن تصوره.. والذي كان يمارس فيه “بوليس بن علي” آنذاك.. ولاحقا تم استدعاؤها من قبل العميد وتوبيخها بل وتهديدها بالطرد… لا لشيء.. فقط من أجل صورة في الكلية !!
اي نعم، تلك هي تونس ما قبل 17 ديسمبر 2010.
وتستغرب كيف أن هناك عاقلين من رواد الجامعة التونسية آنذاك يدافع عن زمن المخلوع.. ناس عاصرت كل ممارسات الدكتاتورية والقمع و.. و..
والتجمع الذي إحتل جامعاتنا وأرداها أسفل السافلين… شهادات جامعية أصبحت دون قيمة علمية.. تصنف ضمن “شهادات محو الأمية” والقتل المعنوي والفكري الذي كان يمارسه “النظام المافيوزي وزبانيته”.. هؤلاء الجامعيون كيف يتجرؤا ويقولوا أن “وقت بن علي خير” !!!
وعند سؤالها عن تونس 2018، فإنها تؤكد عن قناعة -رغم الحال المزرية التي عليها البلاد حاليا-: أكيد تونس #بعد_الثورة_خير
هذي هي كفاءاتنا الحقيقية.. مهما كان مشربها الفكري.. هذي هي فعلا النخبة..
بعد انتهاء اللقاء، ظل كلامها يرن في رأسي، وجالت ببالي مئات الصور التي رفعها #الاطباء_الشبان في تحركاتهم الأخيرة.. في المدارج.. في الكلية.. في الشارع.. في الوزارة.. في المستشفيات… شباب يتنفس الحرية ويمارس فيها يوميا… وهي عندهم شيء بديهي وعادي جدا..
لكن العديد منهم لا يعرف قيمتها (دماء الشهداء).. وكم هم محظوظون ! في زمن غير بعيد، صورة واحدة كانت كفيلة بالطرد…
لكل من صوت للتجمع… أهذا غباء أم نفاق ؟
الثورة على من ثارت ؟ من الذي أوصل البلاد للحضيض ؟
من دمر قطاع الصحة ؟ من دمر التعليم ؟…
أليست منظومة التجمع !
تستطيع أن تكون رئيس قسم أو شركة.. أو تكون دكتور طب، هندسة أو أدب .. أو تكون عندك شهادة (أغلبها من الصنف المذكور أعلاه)…
لكن إذا كنت تحن لزمن المخلوع ودكتاتورية التجمع.. فإنك قطعا لا تنتمي لنخبة هذه البلاد.
في الختام، تحية خالصة لمن آمل أن تتعرفت على نفسها من خلال هاته التدوينة..
شكرا سيدتي.
#نخبة vs #اشباه_النخبة
__________________________
تدوينة أحببنا أن نشاركها معكم، فقط كي لا تنخدعوا بربطات العنق.. بالكلمات المنمقة.. أو بالمناصب..
حتى تميزوا بين الغث والسمين…
وكما قال ناس بكري.. “ما يقعد في الواد كان حجرو”
#أطباء_ضد_الدكتاتورية
#اصحى_يا_عربي