محمد بن نصر
دخل هتلر النازي باريس غازيا ولكن لم يستهدف معالمها التاريخية ولا عمرانها الحديث ولكن في كل مرة يدخل فيها غاز من الغزاة مدينة إسلامية، برا وبحرا وجوا، يدخلها بنية تدميرها، يحرق البشر والشجر والحجر.
ما تتعرض له الغوطة الشرقية، محرفة بأتم معنى الكلمة، تجعل الإنسان يحتقر إنسانيته، يموت كمدا وحزنا، يدمره عجزه عن مقاومة الخراب. كأني بالروس يريدون أن ينتقموا لهزائمهم القديمة في إفغانستان. أبشر هؤلاء؟ ولعلنا نظلم الوحوش إذا وصفناهم بالوحوش أما أذنابهم فلا يستحقون الذكر أصلا. ماذا فعل هذا الشعب السورى حتى تلتقي عليه الأمم بعربها وعجمها فجاؤوه من كل الجهات ينهشون جسمه الذي أنهكته الجراح؟ شعب كان يستقبل ضحايا الظلم من كل مكان فأصبح مخيرا بين التقتيل والتهجير والتشريد. لماذا تصرون على قتل القيم الإنسانية فتزرعون الحقد والكراهية؟ ماذا تريدون من الإنسان الذي شهد دمار حلبجة والفلوجة والموصل وحلب وحمص والقائمة تطول بطول مواقع التدمير والتخريب؟
مهما حاولتم ببشاعاتكم وفظائعكم لن تقتلوا فينا روح المقاومة والتصدي، لستم أول من حاول ولن تكونوا آخر من يحاول، سنبقى وستزولون، نحن ملح هذه الأرض ونحن تربتها.