أبو يعرب المرزوقي
لماذا الجواسيس، ليس في تونس وحدها، بل في كل بلاد العرب، لم ولن يمسسهم سوء؟
بل لماذا في الكلام على اكتشافهم لا يتجاوز الأمر سر بوليشينال؟
سؤالان لهما نفس الدلالة عندي وجوابهما واحد.
وفي الحقيقة يوجد سؤال استنكاري يجمع بينهما: متى كان محرك الدمى يحتاج للتجسس على دماه؟
لذلك فالجميع أبرياء ولا ذنب لهم. أن يسهروا في يخت لا يعني أنهم انعزلوا للإفضاء بسر خفي. إنما هم يسهرون ببراءة ذئب يوسف. الصحافة تكذب عليهم والقضاء لن يصل إليهم لأن من سيحركه ما كان ليكون حيث هو لو كان له قدرة تحريكه في مثل هذه الحالات. السفارات والقواعد هي الحاكمة ويكفيها زوارها.
كل بلد عربي له مسؤول كبير كما قال فخامة الرئيس الذي يعترف بأنه ليس هو المسؤول الكبير حتى وإن كان له حرية التعبير عما يريده المسؤول الكبير. وهو محق، فله الأقوال وشبه الأفعال ولا يحق للشعب السؤال عما يعقد من اتفاقيات تمضى دون أن يستشار فيها أحد أو يكون مضمونها مما يقال.
لذلك فرجاء اتركوا الناس ولا تكدروا الأحوال ولا تكثروا من السؤال و”اتركوا الحكومة تخدم” فبلاؤها حسن ويكفينا من البلاء واتركوا صاحب المفتاح وخبير النباح والمستشار النصاح لسهرات الرواح بالمباح والمستباح لتحقيق شروط اللقاح مع أمراء البترول وخبراء الريموت كنترول.