قلبي وجعني على أولادي
ماهر العباسي
أنا قريت الإبتدائي متاعي في مدرسة عمومية في الڤصرين وبعد في منزل تميم وبعد في توزر… بابا كان مدير بانكة ونعتبرو نوعا ما من الطبقة الي بين المتوسطة والي لاباس عليها…
أما طفولتي بكلها كانو أصحابي في المكتب وفي الحومة وفي التكوير من جميع الطبقات الإجتماعية وخاصة الطقة الي ظروفها صعيبة ومنهم شكون كان ظروفو صعيبة برشة… كنا بكلنا نلبسو المنادل ونشريو نفس الكراسة الي اوراقها صفر ونفس الطباشير بودورو وكبرنا مع بعضنا تقريبا مافمة حتى فرق بيناتنا… ما فماش هاك الهوة الي تخلي طبقات المجتمع ما تعرفش بعضها وماتفهمش بعضها وتخاف من بعضها وتكره بعضها… بالنسبة ليا هذا أهم دور تلعبو المدرسة العمومية… تخلق مجتمع متجانس متلاحم… وبالنسبة ليا هذا الي منع تونس مالحرب الأهلية رغم جميع محاولات الأعداء…
اليوم جميع أصحابي والعباد الي نعرفهم بدون إستثناء يقريو اولادهم في مدارس خاصة وبرشة منهم في الميسيون… البارح وقت اولاد الشعب ماقراوش وحتى كان قراو يطيح عليهم السقف والا يشربو الماء بالبوصفير والا يغتصبهم واحد قدام المكتب والا يتحرق بيهم مبيت ومايمنعو كان الي مارقدوش خاطرهم جيعانين وبردانين… نلقى ورقة مالمكتب متاع ولادي… واحد قالولنا جيبو اولادكم غدوة لابسين بيجاما ومعاهم حكة معجون خاطر باش يعملو “soirée pyjama” وباش يطيبو الكراب مع بعضهم باش نعلموهم “le sens du partage” ولاخر الوزقة تقول انو الادارة قررت كل جمعة تعين مجموعتين مالتلامذة يدورو في الساحة لابسين دوسار، مجموعة توعي التلامذة على نظافة المحيط ومجموعة توعيهم على السلوك الحضاري…
والله قلبي وجعني… وجعني على أولادي خاطرهم باش يكونو غرباء في بلادهم… ووجعني على تونس خاطر باش تولي زوز تونسات… وحدة صنعها التعليم الخاص والميسيون… ووحدة صنعها الطبوبي واليعقوبي وسامي الطاهري.