نحتاج إلى تخليق السياسة

سمير ساسي
فصل السياسة عن القيم يحول الفاعلين إلى وحوش ونظام الإجتماع إلى فوضى وليس غابة فالغاية لها قوانينها. 
اقول هذا وأمامي سلسلة أخبار مرعبة تكشف حجم الضرر الذي ينتجه فصل السياسة عن القيم.
أول هذه الأخبار: وأعلاها قوة ما كشفت عنه صحيفة أمريكية وأقرت بصحته الأمم المتحدة من وجود ستين ألف حالة اغتصاب أطفال مارسها مسؤولون في الأمم المتحدة.
ثانيها: تنكيل القضاء الفرنسي بالمفكر طارق رمضان في مخالفة واضحة لكل معايير المحاكمة العادلة التي تأسس عليها القضاء الفرنسي وغيره والتي تقوم على براءة المتهم حتى تثبت الإدانة لا لشيء إلا لأن رمضان أحرج منظومة القيم الفرنسية فكريا وفلسفيا. فتخيل ملفه إلى قسم مكافحة الاٍرهاب وهو المتهم بالإغتصاب ورفض التحقيق اعتماد قرينة البراءة التي قدمها محاموه وتثبت أنه في تاريخ الواقعة وساعتها كان على متن طائرة متجها إلى بريطانيا ومنع من حقه في أن يحاكم في حالة سراح كعادة ما يفعل القضاء الفرنسي مع المتهمين.
ثالثها: وهي الأولى وطنيا، ما أعلنه وزير التربية من سرقة 24 مليار من الوزارة خصصت للمبيتات في الوقت الذي تحرق فيه هذه المبيتات وتموت تلميذات، ثم يعين الوزير الذي تمت السرقة في عهده مديرا لمعهد الدراسات الإسترتيجية التي يفترض أنها تخطط لمستقبل بعيد لهذا الشعب.
رابعها: ما كشف عنه قاضي من لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي من أن مسؤولين تونسيين قدموا معلومات غالطة عن الوضع في تونس دفعت بالبرلمان الأوروبي لإدراج تونس في قائمة الدول الحاضنة لتبييض الأموال ودعم الاٍرهاب.
هذه كلها لحظات فارقة في سقوط السياسي المنفصل عن القيم، فارقة لأنها تضرب قيما كبرى كالإنسانية في الحالة الاولى والديمقراطية وحقوق الإنسان في الثانية والوطنية في الثالثة والرابعة.
ثم يخرج علينا صراصير أش تعملو بيها الكتب ليسخروا من ماء زمزم ويطرح آخر موضوع إلغاء المهر وتاريخية القرآن والمساواة في الإرث.
ويقولون أنهم يهتمون بالشعب، عن اَي شعب تتحدثون والجميع على شفا الجرف الهار.

Exit mobile version