Site icon تدوينات

سوريا من الإستبداد إلى الإحتلال

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي
عمد نظام القتل والإجرام في سوريا لزرع الدّواعش وسائر الجماعات الأرهابيّة في المدن الثّائرة على حكم البعث، ونجح بذلك نظام بشّار في تشويه الثّورة السّوريّة والتّشويش على سلميّتها ليقنع العالم أنّه يواجه إرهابا. وسط هذه الأجواء وجد سفّاح الشّام الذّريعة المناسبة لاستعراض بطشه ووحشيّته على شعبه، قتلا وتشريدا دون أن يصيب الدّواعش بأذى، أو يكبح جماح الإنفصاليين.
روسا أيضا تقصف المدن السّوريّة وتقول إنّها تلاحق داعش ولكنّ ضحايا وحشيّتها سوريّون من الأطفال والنّساء.
الولايات المتّحدة هي الأخرى تقول بأنّها تلاحق داعش وعندما تضرب فإنّ ضرباتها الهمجيّة تخطئ داعش فيسقط الأبرياء من أطفال سوريا ونسائها.
إيران وتوابعها من مليشيات تحاصر قرى وبلدات لأشهر وتقطع عن أهلها الغذاء والدّواء حتّى يهلك أطفال سوريا جوعا ومرضا، وتقول إنّها في مهمّة جهاديّة ضدّ التكفيريين وفي النّهاية تترك لهم ممرّات آمنة وتوفّر لهم “الباصات” المكيّفة لتنقلهم إلى أماكن جديدة في مهمّات جديدة.
تركيا أيضا تدخل الأراضي السّوريّة وتقول إنّها تؤمّن حدودها وتطارد الإنفصاليين الأكراد… هنا فقط ينهض نظام الممانعة من سباته ويفيق من سكرته فيضرب الأخماس لأسداس ويحتجّ على انتهاك سيادة وطن هي منتهكة أصلا..
كلّهم يدّعون قتال الدّواعش، والدّواعش أحياء يرزقون، يخرجون من بلدة إلى أخرى بكامل عتادهم الحربي تحت أنظار من قالوا :إنّهم موجودون في سوريا لملاحقة الإرهاب!!!
العقل لا يستطيع أن يهضم أنّ أقوى دولتين في العالم إلى جانب دول أخرى عجزوا جميعا عن تصفية بعض المئات أو الآلاف من الإرهابين؟ فمن أشقى من بشّار؟ جلب لوطنه الإحتلال والخراب ومكّن للغزاة وجعل مصير الوطن ومستقبله بأيديهم يقرّرونه في”أستانا”، وفي “سوتشي” وفي “فيانّا” بعد استبعاد تامّ لإرادة شعب سوريا. تنازل للرّوس فمنحهم القواعد العسكريّة، وتنازل للأمريكان فمنحهم فرصة تاريخيّة لدعم الإنفصاليين الأكراد خدمة للصّهاينة الذين يرضيهم أن تكون سوريا ضعيفة ومقسّمة. كماتنازل لإيران فأعطاها فرصة نادرة لابتلاع عاصمة عربيّة جديدة. لو تنازل بشّار لشعبه وقبل بإصلاحات سياسيّة ودستوريّة لكان اليوم أقرب إلى تحرير الجولان، أمّا الآن وقد أصبحت سوريا تحت احتلال متعدّد الجنسيّات فقد ضلّ طريقه إلى “الإشتراكيّة” وضاع “الحلم العربي” على أيدي من بشّروا به.

Exit mobile version