سامي براهم
ما أقدمت عليه أستاذة الباليه ليس مجرّد سوء أدب أو قلّة ذوق أو انتفاء لياقة، بل هو أكثر من ذلك بكثير،
أوّلا بأيّ صفة تتقدّم الموكب الرّئاسي الضّيف أمام الحرس الرّئاسي ؟ من كلّفها بهذه المهمّة ؟ بل ما هي هذه المهمّة بالتّحديد ؟ وتحت إشراف أيّ هيئة أو أيّ مؤسّسة في الدّولة ؟ وما علاقتها بمؤسّسة الرّئاسة المسؤولة عن بروكولات الاستضافة ؟ وهل إجبار التجّار على التّرحيب الحارّ بالرّئيس الضّيف يدخل ضمن صلاحيّاتها ؟ بل هل يدخل ضمن تقاليد الزيارات الرسميّة لدولة حرّة مواطنوها ليسوا رعايا ؟
ثمّ ما هي سلطتها لتهدّد التجّار إن هم صمتوا ولم يعبّروا عن ترحابهم الحارّ بالضّيف ؟ وهل بهذه الطّريقة التي تذكّر بعهود الاستبداد نقدّم صورة مشرّفة ومشرقة عن بلدنا ؟ وكيف تجرؤ على التّهديد بالقتل في حضرة موكب لرئيس دولة الديمقراطيّة وحقوق الإنسان والحريّة تمثّل قيما مقدّسة لديها ؟ بل كيف تهدّد بالقتل في حضرة فرق مختصّة من أمننا الوطني وفي حضور المسؤولين الرسميين المرافقين للضّيف ؟
سلوك أرعن أهوج يذكّر بزمن احتقار المواطنين في فترات الاستبداد وحشدهم عنوة لاستقبال المسؤولين، سلوك يرتقي إلى درجة إهانة وطن وشعب وثورة والاعتداء على حرمة مواطنين تونسيين بالتهديد والتّرهيب.
ترى هل سيكون الرّئيس الضّيف راضيا أو سعيدا بهذا التّرحيب الذي يتمّ تحت الإكراه والتّهديد بالقتل ؟
أطالب بالتّحقيق فورا مع هذه السيّدة ومحاكمتها ومساءلة من كلّفها بهذه المهمّة التي أساءت بها لبلدها ولضيفها ولشرف مواطنيها.