السيسي في وجهه الحقيقي..
محمد ضيف الله
بعد أسبوع واحد من الذكرى السابعة لما كان يعرف بثورة 25 يناير، السيسي يقول: “أنا مش سياسي”، تصوروا رئيس أكبر دولة في الوطن العربي، أم الدنيا، الجالس على كرسي جمال عبد الناصر، يقول إنه ليس سياسيا. إما أنه بالفعل غير سياسي، أو أنه لا يعرف ما معنى أن يكون سياسيا. وفي كليهما مشكلة.
ويقول: “أنتم ما تعرفونيش صحيح”. بعد أربع سنوات من الإنقلاب، يكشف عن وجهه الحقيقي، لمن يريد أو لمن لا يريد حتى، بما في ذلك أولئك الذين صفقوا لانقلاب 30 يونيو معتبرينه “ثورة شعبية عظيمة” جديرة بأن تتكرر في تونس مثلا، ها هو يقرّ أمامهم “أنتم ما تعرفونيش صحيح”، لا يعرفونه على وجهه الحقيقي… وجهه الدموي، إذ لم تكشف عنه رابعة نفسها. احذروا..
يقول حرفيا “احذروا.. الكلام اللي كان تعمل من سبعة ثمانية سنين مش حيتكرر ثاني في مصر”. المقصود بذلك أن نزول المصريين في ثورة شبيهة بما كان يعرف بثورة 25 يناير 2011، لن يحدث مرة أخرى. كنتم تقولون إن “ثورة 30 يونيو” جاءت لتصحيح “ثورة 25 يناير”. لم تتغير مواقفكم رغم كل الذي حدث في مصر، فهل مازلتم تعتقدون ذلك بعد الآن؟ أليست “ثورة 30 يونيو” بحجم الثورة المضادة التي كنتم تصفقون لها ولا تدرون؟ أم مازالت ثورة عظيمة وشعبية وليست انقلابا على 25 يناير؟ ومازال زعيمها يذكركم بجمال عبد الناصر ومازلتم تنتظرون منه إصلاحا زراعيا وتوزيع الأراضي على الفقراء وتحرير فلسطين؟ ما أبشع الحقد حين يستبد بأصحابه فيجعلهم مغفلين أو بلهاء أو سذجا. خارج التاريخ.