حوار مع صديقي المصري
عبد القادر الونيسي
التقيت صديقا مصريا عائدا لتوه من بلده.
التقينا على فنجان قهوة كان من أشد المناصرين للسيسي.
بدا لي حزينا مهموما مازحته قائلا : مالك يا بيه.
أجابني بصوت ثقيل : مصر ضاعت يا شيخ…
حدثني عن تضاعف أسعار المواد الأساسية أربع مرات عن الفقر عن الخصاصة قائلا : شاهدت أطفالا بتأكل مالزبالة .
تحدث عن الفساد عن الظلم عن إنعدام الحريات عن الإعتقالات الجماعية عن القتل في الشوارع عن المداهمات الليلية. عن الإرهاب المتغول الذي يضرب في كل مكان لمداومة حصار الشعب داخل دائرة الرعب.
حتى “الرز” القادم من الخليج ضاع بين الفساد ومشروع إعادة تهيئة قناة السويس الكارثي.
وآخر البلاوي مسخرة الإنتخابات الرئاسية.
ختم قوله : لعنة رابعة حتأتي علينا كلنا.
تألمت لحال المحروسة درة العرب هونت عليه ببعض العبارات مبشرا بالفرج القريب وأن الظلم إلى زوال مهما تقوت شوكته.
أومأ برأسه وسألني : كيف الحال في تونس؟
أجبته : لم تصبح جنة بعد. ارتفعت الأسعار لكن لم تتضاعف. عادت للشوارع نظافتها وتراجعت الفوضى تحاول الثورة بصعوبة مواجهة الفساد بعد أن انتصرت على الإرهاب.
ننام ونصحو على الحرية. البوليس عندنا لم يعد يجرؤ على المواطن.
أصبح الحاكم يخاف من المحكوم لأول مرة في تاريخ العرب.
الشعب أخذ زمام أمره. حدثته عن الإضطرابات الأخيرة وكيف خرج الشعب ليحمي بلاده مع التعاطي الراقي للبوليس مع الأحداث.
ختمت قائلا حتى رئيس الدولة لم يعد فوق سلطة القانون وقد خسر قضية أمام مواطن بسيط لا يعرفه أحد.
سكتت عن الفخر الذي أصبح يسكنني بالإنتماء لهذا الوطن حتى لا أنكأ جراحه.
لكنني لم أتمالك نفسي من أن أمازحه وأنا أغادره بإنتصار الثورة على الإنقلاب في كل المنازلات الرياضية.
تبسم إبتسامة حزينة وهو يودعني وكأن لسان حاله يقول:
“من نصر ظالما سلطه الله عليه”