Site icon تدوينات

اِهْبِطُوا “مصر” فانّ لكم ما سألتُمْ… !

عبد القادر عبار
هذا جواب موسى عليه السلام موبّخا به قومه الذين لم يرضوا لأنفسهم أن يكونوا في مستوى الاكتفاء بالطيبات من المنّ والسلوى النازلة هبة لهم من السماء، وإنما تأجّجت شهوتهم إلى البقل والبصل والقثاء والفوم والعدس، مُصرّين على النزول إلى مرتع الذلّة والمسكنة، مفضّلين الذي هو أدني على الذي هو خير.. ولله في خلقه شؤون !
وما أشبه الليلة بالبارحة كما يقال ! برغم المسافة الزمنية البعيدة الفاصلة بين المشهديْن والتي هي أكثر من: 1700 سنة (بين موسى وعيسى) + 2013 سنة (بين عيسى وانقلاب السيسي) مسافة تساوي = 3713 سنة !!!
ومن هنا لا نستغرب ممّن استبدل المنّ والسلوى بالبصل و”الفقّوص”، أن يستبدل الديمقراطية بالديكتاتورية، والشرعية الانتخابية بالانقلاب العسكري، والعدل بالظلم، والحرية بالعبودية، والسيادة بالتبعية، ومُرسي.. بالسيسي !!
وأن يُسجن في دهاليزها، الكريم بن الكريم بن الكريم، يوسف عليه السلام، وتنعم بالحرية امرأة العزيز، وأن يُتّهم الوطنيُّ الحرّ ويُظلَم.. ويَسود العميل ويُبَجّل !!
ولكن في كلمات الشاعر العظيم “المتنبى” بعض العزاء والتسلية.. فهي برغم قسوتها ملخّصة وموجزة وصحيحة إلى حد كبير.. فما يحدث فى مصر ومن المصريّين المخدوعين بالسّيسويّة منذ (5) سنوات -عهد الانقلاب المرّ- لا توجد كلمات للوصف أفضل مما قاله المتنبي:
وَماذا بمِصْرَ مِنَ المُضْحِكاتِ *** وَلَكِنّهُ ضَحِكٌ كالبُكَا.. !
انه ضحِكٌ مجروح، ينزف.. كما وصفه أحدهم.
اهبطوا “مصر” فانّ لكم ما سألتم من.. المتناقضات والعجائب، والغرائب، والمضحكات والمبكيات !!..

Exit mobile version