قتل يقتل قتلاً، فهو قاتلْ !!…

عبد اللطيف علوي

في كلّ لغات العالم، وفي كلّ قوانينه وأعرافه وثقافاته وأديانه، من يقتلُ يسمّى قاتلاً، ولا يسمّى زعيما أو مجاهدا أو سيّد الأسياد أو حبيب الأمّة.

في بلاد الرّعب وحدها، وأرض الخوف والعبوديّة، تصنع الشّعوب مجدا لجلاّديها وترفع لهم أصناما وتكتب لهم تاريخا بدماء شهدائها، وتنصّبهم آلهة وأنصاف آلهة في حياتهم وبعد مماتهم.
في مثل هذا اليوم من سنة 1978، قتل بورقيبة حسب تقارير مستقلّة ما يزيد عن 400 من أبناء شعبه رميا بالرّصاص وجرح الآلاف، جيّفهم في الشّوارع كالكلاب الضّالّة ويتّم أبناءهم ورمّل نساءهم، وفتح أبواب جهنّم لعقود على عائلات بأكملها ذاقت الويلات والعذابات الّتي مازال الكثير منها حكايات منسيّة ومآسي مدفونة.
اليوم يرفعون له الأنصاب ويكفّرون كلّ من يطعن في تاريخه الذّميم وكلّ من يمجّد دماء قتلاه ويحيّي جهادهم وتضحياتهم.
لكنّ الأنصاب لا تصنع الزّعماء، ومشرط التّاريخ لا يرحم، ولا غالب إلاّ مالك الملك، يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء.

#عبداللطيفعلوي

Exit mobile version