سامي براهم
ما لم يفهمه عدد من دعاة التّجديد أنّ التّجديد ليس مجرّد رغبة مدفوعة بحسن النّوايا بل جهد معرفي بضوابط ومعايير دنيا تحدّدها الجماعة العلميّة تقتضي أدوات منهجيّة وعلوما مصاحبة ودربة على التّفكير المنهجيّ الحرّ.
كلّ هذه الشّروط الابستمولوجيّة للتّجديد ليست مقصورة على فئة أو اختصاص بعينه بل هي حقّ لكلّ من حصّلها بشكل كسبيّ فرديّ أو بشكل نظامي مؤسّسي، وعدم تحصيلها يفقد المتصدّي للتّجديد الأهليّة لخوض هذا الاستحقاق وانجاز القطيعة المعرفيّة.
القطيعة الابستمولوجيّة تقتضي استيعاب ما يراد تجديده ومعرفة إشكاليّاته وتفكيكها وتحديد ما يقتضي التجديد، بينما الانقطاع هو فكّ ارتباط دون فهم واستيعاب وبناء تأويلات ذاتيّة مرتجلة.
وتبقى الإرادة العامّة فيصلا لاختيار الاجتهاد المعتمد في إدارة شّأنهم العامّ.