الثلاثاء 17 يونيو 2025
سامي براهم
سامي براهم

اشتباك ضدّ الذّات

سامي براهم
المقلق في حالة الاشتباك السياسي طيلة هذه السنوات ليس فقط أنّها سبب في عدم استقرار المنظومة السياسيّة الوطنيّة باعتباره شرطا أساسيّا لنجاج أيّ برنامج للتنمية، بل كذلك ما تفضي إليه من ضرب لصورة من يفترض أنّهم شخصيات اعتباريّة تقود الحياة السياسيّة سواء من موقع الحكم أو المعارضة.
كلّ مجموعة سياسيّة أو أيديولوجيّة تستهدف رموز خصومها بأساليب تتفاوت من حيث درجة الإذاية والتّسفيه والتّرذيل والإيغال في مناطق السّقوط والانحدار الأخلاقي.
الحصيلة أنّ رموز الحياة السياسيّة ومن هم في موقع الصّدارة جميعهم بحكم تبادل الاستهداف موصومون بشتّى أصناف الوصم: منافقون عملاء خائنون متآمرون جبناء أنانيّون مزدوجون متواطئون أعداء للدّين للوطن للشّعب للمرأة للحريّة للديمقراطيّة، وكلّ ينفق من قائمة الوصم حسب اعتقاده ومصالحه.
يؤدّي هذا إلى حياة سياسيّة بدون شخصيّات اعتباريّة تحظى بحدّ من الثّقة والمصداقيّة والاعتباريّة مهما كانت الخلافات بينها، حياة سياسيّة بدون رموز بدون قدوة بدون زعماء بدون حكماء في فترة يحتاج فيها البلد إلى الحكماء والعقلاء والرّاشدين لعبور نفق الانتقال الدّيمقراطي بأقلّ كلفة ممكنة.
هو اشتباك ضدّ الذّات بقدر ما نظنّ أنّه ضدّ الآخر.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

سامي براهم

سهام بن سدرين: الظلم ربّي ما يسمحش بيه

سامي براهم  لماذا كانت الأستاذة سهام بن سدرين محلّ استهداف وقصف عشوائيّ من الجميع تقريبا …

سامي براهم

وما يعلم تأويله …

سامي براهم  مولعون بالإعراض عن المُحْكَمات واتّباع المتشابهات ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله … جدل المتشابهات …

اترك تعليق