أحمد الغيلوفي
لا تسخروا مما يحدث في مصر: لدينا سيساويون تعوزهم المؤسسة العسكرية.
ماذا يعني أن يحكمنا حزب طيلة أربع سنوات رغم عجزه عن تنظيم مؤتمره؟
ماذا تعني المحاولات البائسة لتأجيل الانتخابات لولا ضغط القوى العالمية ومطالبتها بها بوصفها أول شروط القروض؟
ماذا يعني استدعاء نائب أمام القضاء العسكري؟
الذين يستعملون الديمقراطية للوصول للسلطة ثم ينقلبون عليها اذا خافوا من الهزيمة هم سيساويون تعوزهم الدبابات. الطريف أن هؤلاء يتهمون خصومهم بـ “الخطاب المزدوج” وباستعمال الديمقراطية من أجل الانقلاب عليها. وراء الرغبة الجامحة في الانقلاب، وراء المناشدة و”الخوف على مستقبل تونس” يختفي الخوف على المصالح والمواقع والامتيازات. ماذا فعل هؤلاء لـ”تونس” طيلة أربع سنوات؟ أين التمييز الإيجابي؟ لم يفعلوا غير تعطيل المؤسسات والدستور ونشر الفساد ومزيد تفقير الناس. علينا ان ننتظر كل انواع الحماقات حتى يحافظون على السلطة وعلى الشارع مواجهتهم إن حصل ذلك، وإن ذهبوا إلي الصناديق سيذهبون إلي حتفهم لأنهم استنزفوا كل الأكاذيب، والشعوب تتعلم من أخطائها. وهذا ما يُرعبهم: إنها الأموال والمصالح والمواقع الموروثة طيلة عقود، إنه استعمال الدولة بوصفها غنيمة والتمرٌغ في خيرات الشعب بلا حسيب.
ليس لنا دواء غير الديمقراطية: سوف نُعاقب بها النهضة إن هي حادت، ونعاقب بها اليسار إن جمح ونعاقب بها القومي إن أمسك مسدسه ونضرب بها التجمعي إن مد يده إلي جيوبنا.. وقد فعل.