وكالة النبيح الحكومي
كمال الشارني
على هامش الدعوة إلى إحياء وكالة الاتصال الخارجي
ما يؤسفني في وكالة النبيح الحكومي، المسماة خطأ “وكالة الاتصال الخارجي”، أنها لم تكن مؤسسة لتلميع صورة النظام القمعي في الخارج، بل للإثراء السريع لبعض المحسوبين على تلميع النظام من الأغبياء والانتهازيين من فاقدي الثقافة والضمير العاجزين عن إنتاج شيء يستحق الاهتمام، شكل بائس من أشكال الاستثمار في شراء ذمة من لا ذمة لهم مقابل الولاء، وإلا ماهو الإنتاج العملي الذي قدمه أحدهم لكي ينال 300 ألف دينار من الوكالة دون اعتبار الوظيفة الفاخرة في مؤسسة عمومية مع امتيازات ملكية؟
أذكر “أحد الزملاء” كان مكلفا من الوكالة بالتجسس على مراسلين أجانب ومنع التونسيين من الحديث معهم حتى بالبونية، وآخر كان يتنكر في هيئة سائق سيارة إيجار مقابل كتابة تقارير عما يقوله المراسلون الأجانب الذين تدعوهم الوكالة في السيارة الموفرة مجانا مع مهام وخدمات أخرى أكثر قذارة مخلة بالشرف.
الدولة العادلة لا تحتاج وكالة نبيح أو مديح، ونقد أو حتى تهجم بعض وسائل الإعلام الدولية على حكوماتنا لا يمكن معارضته بشراء ذمم بعض الانتهازيين، المصيبة أن زملاءنا وأصدقاءنا في وسائل الإعلام الدولية يتفقون معنا في ازدراء فكرة وكالة النبيح العمومي، واعتقادهم مثلنا أنها كانت فكرة كلبة، فقط فارغو الشغل من القوادين يحنون إلى تلك الأدوار، لأنهم لا يملكون غير النباح للإثراء السريع، ذلك أن مهنة الصحافة هي مهنة شرف.