طابع سكر واحد بدل إثنين
إمحمد ضيف الله
في منتصف الثمانينات قررت الدول المنتجة للسكر تأسيس منتدى شبيه بمنتدى الدول المنتجة للنفط على غرار منظمة اوبيك بغاية التحكم والترفيع في سعر البيع للبلدان المستوردة غير المنتجة والمصنعة للمادة.
تفاجأت الدول المستوردة بالقرار وخاصة الدول الديمقراطية الغربية ومن بينهم المانيا التي حددت حكومتها ميزانية سنوية محددة لتوريد احتياجاتها من السكر. ما اضطر وزير الاقتصاد الالماني للظهور لاول مرة على شاشة التلفزة الرسمية في نشرة اخبار المساء لمخاطبة الشعب الالماني بشكل مختصر وصريح.. اما تعديل سعر البيع للعموم او التقشف في الاستهلاك والاكتفاء بوضع طابع سكر واحد فقط في القهوة بدل إثنين حفاظا على صحتكم ومنعا لتعديل السعر هذا العام ويضيف صديقي الذي روى لي القصة وكان زمنذاك يعيش في المانيا ان الوزير كان يتحدث باسلوب فيه الدعابة وخفة الروح ليعود نفس الوزير على نفس القناة بعد اسبوع ليقول للشعب انا طلبت تنقيص طابع سكر ولم اقل لكم تناولوا قهوتكم وهي خالية تماما من السكر.
الخلاصة دعوة الحكومة للشعب لانها كانت صادقة وواضحة فقد تفاعل معها الناس بشكل غير متوقع.
تذكرت هذه القصة بمناسبة دعوات حكومتنا للتقشف ولكي ناقفوا لتونس فهل وقفت الحكومة مع تونس، الا يمكن للحكومة ان تبدا بنفسها في تطبيق سياسة التقشف في المصاريف وهي كثيرة جدا ؟؟
ثم وحين يستشعر المواطن صدق الدعوة ومصداقية تنفيذها فسوف يتفاعل لامحالة ايجابيا، رغم غلاء المعيشة لكن الوطن اغلى.