مأزق الموقف السياسي للجبهة الشعبية

إسماعيل بوسروال
للأحزاب السياسية التونسية مواقف قابلة للنقد، مواقف لا تصمد أمام أي إمتحان ويمكن دحضها من قبل أي مواطن، ولا تمثل الجبهة الشعبية استثناء.
على ان الوضع الراهن يسمح لي بان اتحدث عن مأزق سياسي وقعت فيه الجبهة السياسي يتمثل في (وقوعها) في نفس الخندق مع العصابات الاجرامية التي تمتهن السطو ليلا.
يرى منظرون سياسيون يساريون ان الثورة التونسية حادت عن الطريق لان (الثوار) و (الثوريين) لم يعتلوا السلطة ولم يتسلموا زمام الحكم (ليغيروا حركة التاريخ) فيعيدون مراحل الثورة البولشفية 1917 فتلك فعلا “ثورة”.
هذا الافتراض السياسي يجعل منهم لا يطمئنون الى الانتخابات باعتبارها اداة تمكن الاحزاب من الوصول الى السلطة ولا تخدم (الثوار) و(الثوريين) الذين سيعملون لخدمة الطبقات الكادحة من العمال والفلاحين.
وفي هذه الحال، التي نجد موقف الجبهة الشعبية لا يطمئن الى العملية الانتخابية، نجدها في نفس الموقف الذي يتخذه (التيار التكفيري) الذي يرى ان الديمقراطية كفر وان من يتولى الحكم هو من يتولى (تطبيق الشريعة) بتفويض الاهي وليس بتفويض شعبي اي بالانتخاب.
وهكذا وجدت الجبهة الشعبية نفسها في نفس الخندقة مع التيار التكفيري و”يناضلان” معا من اجل فرض نظام استبدادي يفرض على الشعب التونسي بالقوة.
اتمنى ان يسود العقل في قيادة الجبهة الشعبية وان تقبل بالخيار الدينقراطي وبالانتخابات اداة رئيسية للوصول الى الحكم والتداول السلمي على السلطة.
ادرك جيدا ان هذا الموقف الفوضوي القائم على (العنف الثوري) لا يحظى بموافقة جميع قادة الجبهة الشعبية ومنهم احمد الصديق رئيس الكتلة البرلمانية التي اكد في مواقف سابقة ايمانه بالديمقراطية وبالانتخاب والتداول السلمي على السلطة.
واؤكد، في الاخير، ان مازق المواقف وقعت فيه احزاب اخرى منها ما هو في الحكم ومنها ما هو على هامش الحياة السياسية… مواقف ملتبسة للحزب الجمهوري ومواقف غريبة في اتجاه تآمري لعبير موسي ومحسن مرزوق وياسين ابراهيم.

Exit mobile version