الإثنين 9 يونيو 2025
زهير إسماعيل
زهير إسماعيل

الوجه الآخر: مجتمعنا حيٌّ

زهير إسماعيل
ما نعيشه اليوم ليس استثناءً. هي موجات احتجاج اجتماعي دوريّة تشير إلى أسباب عميقة، ولا عبرة بتغيّر الفاعل وتعدّده وتنوّٰعه.. مجتمعنا مفعم بالحيويّة، بعد موات دام خمسة عقود.
ويمثّل الانقسام الاجتماعي أعمق الأسباب. وهو بقدر ما كان سببا في اندلاع الثورة وانتفاضها المواطني الاجتماعي فإنّ رأبَه يبقى هدفها الأساسي.
ورغم عمق الأزمة المالية والاقتصادية، ورغم تعثّر الإصلاحات المطلوبة، فإنّ هناك تقدّما على مستوى المسار السياسيّ وبناء المنظومة الديمقراطية، فقضايا المجتمع كلها تُطرح بقوّة في المؤسسات والشارع وفي وضح النهار، رغم “الغرف المظلمة” (لكلّ غرفه) التي تؤكّٰد أنّٰ الوضع لا يخضع لمتغيرات داخليّٰة فحسب، ورغم المغامرين والظلاميين (هم من اختاروا التظاهر ليلا: تعريف تونسي للظلامية هههه).
كلّ هذا على قدر كبير من الأهميّة لأنّ الاقتصادي الاجتماعي مشروط بالسياسي (ترسّخ مؤسسات المنظومة الديمقراطيّة وتوسّع قاعدة الوئام والشراكة السياسية)، مع ضرورة الوعي بخطورة الوضع الاقتصادي وإمكانيات انهياره وانهيار التجربة معه..
ومع كل موجة احتجاج، ومن خلال تفاعلات المشهد السياسي، يتأكّد “تكافؤ قوى الفاعلين”. تكافؤ يصل أحيانا إلى نوع من “توازن ضعف”يمنع هيمنة هذا الطرف أو ذاك. إلى جانب آثار طبيعة النظام السياسي شبه البرلماني وما اتسم به من توزيع/تذرير للسلطة أربك فكرة “الخلافة” وتقاليد الصراع على “مركز السلطة” للاستفراد بالنفوذ.
نعيش الحريّة ونتقدّم ببطء نحو “وعي الحريّة”، فالوعي بها شرط لتأسيسها… فمجتمعنا حي وقادر على أن يدافع عن تجربته.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

زهير إسماعيل

ثأر من الثورة والمقاومة *

زهير إسماعيل احتلّت قيمة الحريّة المركز في أدبيّات حركة التحرّر الوطني الفلسطيني، وارتبطت بتحرير الأرض …

زهير إسماعيل

المقاومة المنتصرة بلا غطاء

زهير إسماعيل المقاومة المنتصرة ميدانيا بلا غطاء سياسي عربي وإقليمي انكسارات متتالية لجيش الكيان في …

اترك تعليق