#بعد_الثورة_خير

مالك بن عمر
أيّتها التونسية… أيها التونسي،
يريدون إقناعك بأن تونس كانت قبل الثورة أفضل… يقولون “كنّا خير”..
واجب علينا أن لا نغالط التاريخ ونشوّه الثورة ونبيّض الماضي المظلم..
يجب أن لا ينسى التونسي كيف كان يعيش قبل الثورة في عهد السابع من نوفمبر..
يجب أن لا ينسى خوفه المتواصل وحرصه على لسانه من الانزلاق..
يجب أن لا ينسى شكوكه تجاه جميع من يحيط به.. لعل أحدهم يعمل “صبابا”..
يجب أن لا ينسى أن في صلاته شبهة وفي معارضته شبهة وفي حريته شبهة..
يجب أن لا ينسى أنه كان دائما في موضع شبهة..
يجب أن لا ينسى أن “القوّاد” كان مواطنا.. والشريف كان نصف مواطن..
يجب أن لا ينسى جبروت العصابة الحاكمة.. وتكالب أفرادها على المال العام.. وطغيانهم.. واحتقارهم للشعب الكريم..
يجب أن لا ينسى رؤساء الشعب ولجان التنسيق وأدوارهم الخسيسة في تلفيق التهم لمن شاؤوا ممن يعادونهم وتشغيل أبناء من يوالونهم ومن يرشونهم ومن يطيعونهم..
يجب أن لا ينسى تونس سبعة.. والتقدم والأمن والأمان والرفاهة المزعومة..
يجب أن لا ينسى صور سحنة سيادته الكالحة التي كانت تُعلّق -عنوة- في كل مكان وزمان..
يجب أن لا ينسى أيام السابع من نوفمبر والأموال الضخمة التي تفتك من المواطنين لتصرف على المعلقات والصور والحفلات..
يجب أن لا ننسى أننا اليوم أحرار… وقادرون على التغيير مهما ساءت الظروف..
يجب أن لا ننسى أنه أصبح لدينا حلم صار بالإمكان تحقيقه..
يجب أن لا ننسى أننا حققنا ثورة فريدة من نوعها في العالم.. ثورة سيذكرها التاريخ وستعتز بها الأجيال..
احذر أيها التونسي أن تنسى.. فمن نسي ماضيه خسر حاضره وأضاع مستقبله.
احذر أيها التونسي ممن يشوهون ثورتك.. فهؤلاء يرغبون في إرجاعك إلى مربع المعادلة القديمة.. إمّا أن تكون “قوّادا صبّابا” وإمّا ان تكون نصف مواطن مشتبها به..
أيتها التونسية… أيّها التونسي… لنتذكّر الماضي الحالك حتى ندرك أنّ تونس #بعد_الثورة_خير

تونس بعد الثورة خير
تونس بعد الثورة خير

Exit mobile version