قبل الثورة، لم يكن بإمكان أحد أن يصل إلى مجلس النواب إلا بتزكية من الديوان السياسي للتجمع، لم تكن هناك انتخابات، أو بالأحرى كانت هناك انتخابات صورية الفائزون فيها معروفون مسبقا يقع اختيارهم وفق قاعدة الولاء لبن علي والتجمع..
وبكل التجاوزات التي تمت في العمليتين الانتخابيتين بعد الثورة وبكل التزوير وبكل الموتى الذي شاركونا في اختيار الرئيس، فإن دخول كل الشرفاء الذين في المجلس من كل الاتجاهات اليوم بعد الثورة، يعد مصيبة كبرى وكارثة عظيمة على رؤوس من كانوا مستفيدين قبلها، فلذا من حقهم أن نسمع من أفواههم “كنا قبل الثورة أفضل”..
فوز رجل منا في ألمانيا برغم الامكانيات المحدودة له، وبرغم الحجم المهول لمحاولة توجيهها نحو مرشح عصابات اللصوص، وبرغم القضايا التي لفقت له كي لا يؤدي القسم في حد ذاته فوز عظيم.
ألا يكفي الثورة شرفا، وبرغم المؤامرة التي حيكت ضده وبرغم احتمال توقيفه في المطار، فإن الفائز مصر على العودة للبلد والدفاع عن حق من انتخبوه، فقبل الثورة كان النائب فقط يدافع عن مصالح من زكوه…
ألا يكفي الثورة شرفا، أنكم عازمون على استقبال الفائز وحمايته يوم عودته وليس ذلك فقط وفرضه بالقوة كي يدخل البرلمان، وسيدخل باذن الله البرلمان ولهذا أيضا أنتم من حقكم أن تخرج من أفواهكم “نحن بعد الثورة أفضل”..