وليد القايدي
ما فعلته إيران “الإسلامية” في العقدين الأخيرين ضد جوارها العربي والاسلامي وتجاه المجتمعات العربية السنية لم يفعله “شاه إيران العلماني الامبراطوري الفارسي الساساني” طيلة فترة حكمه!!..
وهذه قائمة بأهم “منجزات إيران الثورة الإسلامية” تجاه المنطقة:
• المشاركة مع أمريكا في احتلال افغانستان..
• المشاركة مع أمريكا في احتلال العراق..
• المشاركة مع أمريكا في حكم العراق المحتل والتمكين للطائفيين.
• ايران تستلم العراق من الامريكان وتبسط نفوذها عليه بعد الانسحاب الامريكي.. وتنكل بالعرب السنة وتعمل على تغيير البنية السكانية للعراق لفتح طريق بري إلى البحر المتوسط عبر سوريا..
• تحت إشراف النفوذ الإيراني اتباع الولي الفقيه يعدمون صدام حسين رئيس الدولة العراقية السابق يوم عيد الاضحى!!.. ويطلقون أيدي ميليشيات الطائفة في قتل اهل السنة على الاسم!!.. طبعا حادثة اعدام صدام حادثة جزئية.. لكنها تعبر وتؤشر على نفسية وعقلية هؤلاء الطائفيين.. والاحداث الموالية اكدت عقليتهم وأساليبهم الدموية الحاقدة..
• إيران تنزل بجيشها وسلاحها وتسيطر على سوريا.. ثم بعد عجزها تتعاون مع روسيا وتفسح لها المجال ليتشاركا في تخريب سوريا وقمع ثورة شعبها..
• إيران عبر ذراعها الحوثي تنقلب على الثورة اليمنية وتسيطر على الوضع في اليمن بقوة سلاحها الممنوح للأقلية..
• إيران بعد الثورات العربية تكشف عن مخططها التوسعي باحتلالها لأربعة عواصم عربية: بغداد دمشق صنعاء بيروت..
• إيران بعد الثورات العربية تنحاز للثورات المضادة.. وقبلها كانت منحازة للدكتاتوريات.. وتعاملها مع بن علي.. وتعامل حزب الله وقناة المنار مع بن علي.. ودعم بن علي ماليا لقناة المنار.. كلها امور معلومة للجميع..
• ايران لا تخفي نواياها التوسعية في إحياء احلام “الامبراطورية الفارسية الساسانية” وفي أوهام استعادة “الخلافة الفاطمية”..
• إيران الدولة القُطرية ومركز احلام الامبراطورية تستغل الاقليات الشيعية لتمرير خططها التوسعية.. وتضرب بذلك النسيج المجتمعي لعدد من الدول..
• البلدان التي ليس فيها شيعة أصليين تعمل إيران على بث التشيع داخلها لكسب شيعة جدد!!.. ومن ثم تأسيس موطن قدم لخدمة اجندتها..
• إيران “تكسب بضعة الاف من الشيعة الجدد وتخسر بسبب ذلك وغيره ملايين السنة الذين ناصروا ثورتها القديمة ووقوفها مع المقاومة”!!. هذه مقولة أحد أبرز من دعا للتقارب السني الشيعي.. وعمل من اجله لسنوات طويلة.. لكنه في الأخير وتحديدا عام 2007 رفع يديه عن هذا التوجه التقاربي لما علم ان ذلك استغلته ايران لتمرير اجندتها من تحت الطاولة.. واقصد هنا الشيخ يوسف القرضاوي وهو صاحب المقولة المذكورة..
• تغيير الخريطة المذهبية لأهداف توسعية عمل لامسؤول وتصرف تخريبي.. يضر بالمجتمعات الاسلامية ولن ينفع ايران.. وسيعود عليها وعلى الاقليات الشيعية بالوبال لاحقا..
• إيران دولة مهمة في المنطقة.. وجارة مسلمة.. وحليف مفترض للعرب في القضايا الكبرى.. لكن ما تقوم به ايران منذ 2001 بعد احداث 11 سبتمبر هو استهداف للجيران من اجل مصالح ضيقة جدا..
• تصرفات إيران العدوانية ومخططها التوسعي لا يجب السكوت عنه بحجة “الوحدة الاسلامية”!! أو “المقاومة وقضية فلسطين”!! ونصرة أخيك الظالم تكون بحجزه عن الظلم وليس بالسكوت عنه..
• المقاومة والعمل على القضية الفلسطينية أمر يُحسب لإيران وحزب الله.. لكن ذلك لا يعطيهما صكا ابيضا ليعيثوا تنكيلا ودموية في شعوب المنطقة..
• المقاومة موجودة في فلسطين وفي قلب الامة “قبل الثورة الاسلامية في ايران” وقبل “حزب الله”.. منذ ثورة 1936.. وقبلها وبعدها.. ومع منظمة التحرير ثم مع حماس.. وحتى بعد حماس بعد عمر طويل.. بل ومع صلاح الدين قبل قرون..
• المقاومة وفلسطين والقدس من ثوابت الامة.. وليست رهينة لأي جهة تبتز بها الجيران والمقاومين لتخدم اجندات طائفية أو قومية.. تذهب الدول والاحزاب والقضية الفلسطينية مستمرة في وجدان وثقافة الامة..
• الامة.. وثقافتها الاسلامية.. وثقافة المقاومة المتجذرتان في وجدانها.. هي الضامن للقضية الفلسطينية ومستقبلها.. وليست إيران او حزب الله أو تركيا او قطر او حماس أو غيرها.. القضية نخدمها ولا نخدم بها.. ومن يخدم بالقضية يسقط وينفضح.. والتيارات والانظمة “القومجية” التي تاجرت بالقضية الفلسطينية تجربتها في هذا الصدد معروفة..
• الثورات العربية كشفت ما كان مخفيا من خطط ايران.. وكشفت اولوياتها القُطرية والقومية والطائفية.. وتبين ان دعم المقاومة ما هو الا اسلوب خبيث للتغلغل داخل الامة من اجل اجندتها الضيقة.. وقطع إيران لدعمها لحماس بسبب رفض حماس الانخراط في الحرب ضد الشعب السوري دليل واضح على اولويات ايران وطريقة تفكيرها..
• انعدام المشروع العربي القوي المنافس للمشروع الايراني لا يعطينا مبررا لتمجيد التصرفات الايرانية الخرقاء تجاه جوارها العربي أو الرضا به او الاستسلام له.. فكشف كوارث سياسات ايران أضعف الايمان..
• اضطراب المنطقة والتوتر المذهبي الحاصل فيها من أهم أسبابه هو العامل الايراني المذهبي الذي كان نائما ينتظر “المهدي” فجاءت ثورة 1979 القائمة على الشعار الاسلامي العام.. لكنها انحرفت عنه لاحقا باتجاه الارتداد للقومية الفارسية وللطائفية..
• ثورة إيران الخميني نهاية السبعينات تأسست على الآيات الكريمة: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ).. إلا أنها انسلخت من الآيات وصارت عونا للفراعين ضد جماهير الثائرين المستضعفين!!..
• ثورة إيران الخميني نهاية السبعينات تأسست على ثقافة “الوحدة الاسلامية”.. وثقافة “التقريب بين المذاهب”.. لكنها ارتدت إلى ثقافة الطائفة.. وثقافة الثأر.. وثقافة إحياء مآسي الماضي بانتقائية.. وثقافة تحميل الأحياء تصرفات موتى شبعوا موتا منذ قرون.. وثقافة مواريث الفاطميين الباطنية.. هذه الثقافة المتحفية الانتقامية تغلبت مع الأسف على موعودات ثورة شعبية ايرانية ناصرناها بقوة في حينها.. ونرفض اليوم عدوانيتها على جيرانها العرب..
• الحل هو عودة ايران لحجمها الطبيعي كدولة مسلمة جارة.. وأن تصرف النظر عن أحلامها الامبراطورية.. وسحب جنودها وميليشياتها عن العواصم العربية المحتلة.. مثلما أشار عزمي بشارة في بعض ما كتب..
• إلا أنه وبعد ما برز من مقاومة شعبية ضد النفوذ الايراني في سوريا وفي اليمن وفي العراق.. وبقوة السلاح ردا على السلاح الايراني.. وبعد بوادر التململ الداخلي للشعب الايراني.. ستجد ايران نفسها ليست مختارة بل مجبرة على الانسحاب من التوسع الخارجي وتكاليفه الباهضة ماليا وعسكريا وبشريا وسياسيا واجتماعيا.. ومن ثم الانكفاء لحل مشاكلها الداخلية..
• من قوانين التاريخ الغلابة في تجارب “الامبراطوريات” واحلامها التوسعية: كلما توسعت دولة بالقوة العسكرية الغاشمة وظنت انها وصلت الى اوجها حينها بالضبط يبدأ عدها التنازلي!!..