أحمد الغيلوفي
أولا عامكم مبروك. لستُ من القائلين بان هذا عيد “الكفار”، انما فقط اردت ان افكر في هذا الاسئلة: لماذا تبدا السنة بميلاد المسيح وليس بميلاد النبي محمد (ص) او بعيد النيروز الفارسي او راس السنة الصينية؟
الاجابة نجدها في القصة التالية: وردت على ابي موسى الاشعري رسالتين بدون تاريخ من عمر ابن الخطاب فاحتار ايهما يتبع. حينها تفطن عمر الي ضرورة التّاريخ، فاشاروا عليه باعتماد التاريخ البزنطي او الفارسي فرفض واختار سنة الهجرة. لماذا كان هناك تقويم فارسي واخر بزنطي واراد عمر اضافه تقويمه؟ لانه لم يكن ساذجا: ليس الاسلام رسالة دينية فقط، لقد وضع العرب “repère” (معلم) كوني: يبدأ حساب دورة الافلاك انطلاقا من احداثهم هم، ويبدأ التاريخ انطلاقا من تاريخهم هم، وتدور الانسانية داخل تاريخهم هم. على الاخر ان يعدل اوتاره ويحسب شهوره وايامه ويحدد وفاته وميلاده واعياده وهو ينظر الي. اذا كانت الافلاك تبدأ دورتها انطلاقا الهجرة فكيف لا تفعل الانسانية؟ من لا يجعل من زمانه زمان الانسانية لن يسيطر على المكان (الارض). انها المركزية الثقافية، ومن عزّ بزّ.