متفرقــــون
محمد ضيف الله
المتحركون في الساحة السياسية وأتباعهم ومريدوهم والمتعاطفون معهم وأنصارهم، كلهم -إلا من رحم ربك- بمختلف اتجاهاتهم تربوا على نفس الثوابت. نفس الشيء -مع الأسف-.
بالنسبة إلى الناشطين في المجتمع المدني، بكل مؤسساته. هم جميعا -إلا من رحم ربك قلت- تربوا على مبدأ “اعور لي عيني”، وعندئذ لا نتحدث هنا عن الوطن أو الوطنية أو الديمقراطية. يحرصون في كل المناسبات على أن يعبروا أنهم أبناء غير شرعيين لزمن بورقيبة وللزمن النوفمبري. فقد كان مطلوبا منهم آنذاك أن يعملوا ويتكونوا ويفكروا بهذه الطريقة، استجابة لمبدأ “فرق تسد”. واستمروا على ذلك حتى بعد هروب الهارب. تونس في غير حاجة إليهم جميعا.
عملاء الإمارات..
مثلما أن أكثر من يحتقر الوشاة هو من يستخدمهم، فإن أكثر من يحتقر العملاء هو من يموّلهم. يكشف عن هذه الحقيقة تصرف الإماراتيين الذين ينظرون إلى التونسيات والتونسيين جميعا من خلال نظرتهم إلى عملائهم في تونس. هم ينظرون إليهم على أساس أنهم عديمو الكرامة، لأنهم اشتروهم بالمال، ويظنون أن تونس كاملة على غرار عملائهم، نعم عملاء الإمارات شوهوا صورة تونس وسمحوا لأسيادهم بأن يعتدوا على كرامة التونسيين. نحن لا نعرفكم ولا نعترف بكم.
الكرامة العالية..
الكرامة أعلى من ناطحات السحاب. هذا ما نتبينه من ردود الأفعال الشعبية ومنصات التواصل الاجتماعي. وأما بالنسبة إلى الموقف الرسمي، فإن منع الطائرات الإماراتية من النزول بالمطارات التونسية، ليس إلا القرار الأضعف. ومحاولة للالتفاف على الموقف الشعبي.
أسئلة؟
بلد لا يتجاوز عدد مواطنيه 13 بالمائة، من مجموع سكانه، هل نستغرب أن يكون حكامه ضد الديمقراطية، وضد الحرية وضد الثورات؟
دولة لها اسم طويل، هل يعوضها ذلك ما تفقده من مقومات الدولة؟ وهل تكفيها ناطحات السحاب كي تسد ما ينقصها في التاريخ والديمغرافيا والجغرافيا؟
عن دولة الإمارات العربية المتحدة، هل نستغرب منعها للتونسيات من السفر إليها أو عبرها؟