الدعاية ضد تركيا تغشى العيون والقلوب
محمد بن رجب
تساؤلات لا اجوبة عليها الى حد الان
فهل نلغي اعلام المكيالين
لنكون يوما واحدا عادلين.
طيب… انتم يا سادة يا مادة افضل من رجب طيب اردوغان علما وثقافة واقوى منه انسانية وعمقا حضاريا وتتكلمون عنه وكانه حاجب ادارة لديكم وقد تحدثتم عنه وهو في ارجلكم مجرد خفي حنين. لما تحسون به من الم لاستبداده الفاحع… او هو حذاء الطنبوري للاضحاك لانه مجنون بالحكم.. ويريد اقامة امبراطورية عثمانية…؟؟!!
هل تساءلتم لحظة واحدة كيف تمكن من تحقيق قوة تركيا الحديثة على جميع المستويات وهل تمكنتم من التعرف على اسرار بلوغ تركيا اعلى النمو في العالم في السنوات العشر الاخيرة…
وهل فهمتم سر كره الغرب كله لتركيا…
وهل توصّلتم الى الدافع الحقيقي الذي جعل الولايات المتحدة الامريكية تنظم ضده انقلابا عسكريا فاشلا انفقت فيه مليارات الدولارات ما يكفي لنمو تونس…
وهل وعيتم لحظة واحدة وحيدة بمن وراء الحملة الدعائية الدقيقة ضد تركيا… في حين لا دعاية في تونس ضد اسرائيل.. بل ان من يحرك هذه الدعاية ضد تركيا هم من انصار اسرائيل ويعتبرونها دولة ديمقراطية ولا يهم تماما ان مات فيها اكثر من مليوني عربي فلسطيني تحت نير الاستعمار والاستيطان وكل انواع الفواحش.. فهم لا قيمة لهم.. ولا يمثلون شيئا امام سعادة اسرائيلي واحد مع المحافظة على امنه… والواقفون وراء الدعاية المضادة لتركيا هم ايضا من اصدقاء فرنسا وهم بذلك يسعون دوما لابراز عظمة فرنسا بل هم يجعلون الاستعمار الفرنسي من مفاخر الحضارة والفكر والتقدم والحداثة وهم ايضا من حبايب امريكا المنتشرة قسرا في كل شبر من العالم لمصالحها. واذا ما قتلت الناس في اي مكان من الدنيا فهو دفاع شرعي عن مواطنيها الامريكان… وبريطانيا ايضا وهي من ابشع ما تعرضت له الانسانية لما كانت بريطانيا دولة استعمارية…
ولماذا تركزون على دور تركيا في قتل الشعب السوري.. ولا تذكرون الدور الاقوى لفرنسا وامريكا في سوريا…
وهل تاكدتم من الارقام التي تم نشرها في تونس عن طريق منظمات تؤكد ان اكثر من مائة وخمسين الف مواطن تركي هم اليوم سجناء الراي وحرية التعبير منهم تسعة الاف استاذ جامعي.. وخمسة الاف قاض وثلامائة صحفي.. وطرد اكثر من مائة الف سياسي معارض من عملهم…
هل تعتقدون بالفعل ان هذه الارقام معقولة وليست مفبركة اعلاميا…
وهل وضح لكم اصحاب الدعاية المضادة هل هم سجناء الراي ام هم شركاء في عملية انقلاب عسكري وحشي ادى الى موت اكثر من مائتين وخمسين مواطن.. واكثر من ثمانية الف جريح… فمن يتحمل مسؤولية هؤلاء القتلى..
وهل تساءلتم لماذا يحمّل العالم اليوم تركيا الدولة وتركيا اردوغان مسؤولية قتل مليون ارميني في تركيا قبل اكثر من مائة عام…
نعم هي جريمة قام بها اردوغان قبل مائة عام… وكان عليه ان يعتذر عنها.. في حين لا امريكا ولا فرنسا ولا بريطانيا.. ولا البرتغال ولا اسبانيا ولا روسيا اعتذرت عن جرائمها الفظيعة التي مات فيها مئات الملايين بالارقام التاريخية الصحيحة على مدى مائتي عام..
ولماذا لا تتم حملات عن عدد قتلى الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني والحملات الامبريالية الامريكية على شعوب العالم بعد تسجيل اكثر من ثلاثين مليون قتيل من الهنود الحمر في حملات ابادة جماعية دون محاكمة واحدة لتسهيل استيطان الاجانب القادمين من اوروبا خاصة باحثين عن الثروة والحرية لان الكثير منهم كانوا هاربين من تعسف بريطانيا والكنيسة ومن جل دول العالم لتعويض السكان الاصليين..
ولماذا لا يصدر حرف واحد في اوروبا وامريكا عن جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين. وعن جرائمها ضد مصر والعراق وسوريا…
ولماذا يسكت جماعة حقوق الانسان عن وضع حقوق الانسان نتيجة حرب السعودية ضد الشعب اليمني الفقير.. ففي اليمن اليوم سبعة ملايين جائع واكثر من مليوني مريض بالكوليرا والهزال والجفاف البدني لقلة الاكل والماء… ولا كلام عن هؤلاء.. في حين يتم التركيز على تركيا التي حققت تقدما مهولا على جميع المستويات…
واقول نعم في تركيا مساجين سياسيين.
نعم في تركيا مشاكل كثيرة.
نعم شاركت تركيا في الجريمة العالمية على سوريا… لكن هل ننسى ما فعلته فرنسا وامريكا في سوريا ايضا…
لا بد من محاسبة الجميع.. ولا استعمال للمكيالين.. والا فانكم ظالمون.. ولا اخلاق لكم…
وبالتالي فان ما يجب ان يقال عن تركيا لا يتطلب كل هذه الحملات المنظمة الدقيقة والممنهجة والظالمة…
على الاقل تدفعنا هذه الحملات الممنهجة الى التساؤل لماذا نسكت عن جرائم حقيقية سجلها التاريخ وسجلتها ايامنا الحالية.. ونركز فكرنا وعيوننا على معلومات مضخمة وارقام منفوخة.. فهل ان تركيا هي المطلوبة راسها ام هو الحزب الحاكم فيها ام هو رئيسها…
هل علمتم مثلا ماذا تخسر فرنسا عندما سجلت تركيا حضورا كبيرا في الاقتصاد التونسي… هل اطلعتم على الارقام…
عندما تعرفون ماذا خسرت فرنسا مقابل اقتحام تركيا الاسواق التونسية ستعرفون من يقف وراء الحملات المنظمة ضد تركيا.. ومن له مصلحة في بقاء فرنسا الاقوى عميل تحاري وشريك تجاري في تونس…
فرنسا خسرت اكثر من الف مليار من جراء تحسن العلاقات بين تونس وتركيا…
نعم لا يجب ان نسكت عن اي قضية انسانية وسياسية في تركيا. وعن اية جريمة قام بها النظام التركي او اقترفها اردوغان… بشرط ان لا نسكت عن امريكا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا والسعودية.. وان لا نكيل بمكيالين.. وان لا نخفي جرائم عمرو ليتحملها زيد…
هل لاحظتم ايضا ان الهجومات المنظمة على تركيا وايران انستنا جريمة امريكا في اهداء ما لا تملك الى اسرائيل… هي القدس على طبق ذهبي لتكون عاصمة للصهاينة..
بالتركيز الممنهج اليومي والدقيق على تركيا فان اسرائيل ستنتصب نهائيا في القدس.. ولا حراك ضدها..
الاوامر تقول بضرورة التهدئة في البلاد العربية حتى تتمكن اسرائيل من تثبيت دعائم جريمتها على القدس… المدعومة من المجنون ترامب… واذا كان هناك رغبة في التشويش.. فلا بد من التشويش على تركيا ولا على اسرائيل.. او على ايران ولا السعودية او اسرائيل..