حين وقع اعتقالي
لسعد بوعزيزي
حين وقع مداهمة منزلي واعتقالي يوم 10 جانفي (2011) بعد خطاب بن علي الثاني مباشرة، أخذوني لفرقة الإرشاد بمنطقة سيدي بوزيد و”يقطع اليد اللي ما ضربتش بدءا من فراشي الذي أخذوني منه أمام أعين صغاري حتى مقر الفرقة.
أين وجدت علي بوعزيزي Ali Bouazizi سبقني وقد اعتقلوه قبلي من متجره وعيناه مزرقتان من الضرب، ولشدة الضرب المبرح الذي كانوا يوجهونه لنا -على غير العادة حين يقع اعتقالنا من قبل- حتى خيل لي أنهم سيسوقوننا الى المشانق، توجهت بالسؤال لـ علي بوعزيزي، وكان رأسي لحظتها تحت حذاء السفاح “الصادق سويلم” رئيس فرقة الإرشاد يركله كالكرة، وقلت له وأنا أصرخ: “يا علي بن علي الليلة آش قال في الخطاب ؟” وكنت لم أتابعه… لإيماني أن كلاب الداخلية وقتها لم يكونوا ليضربوننا بتلك الوحشية لولا صدور أوامر صارمة وبكل حزم من بن علي نفسه…
سؤالي عن فحوى الخطاب لعلي بوعزيزي في تلك اللحظة بقي الى الان نتناقله للتندر والمزاح…
جاء رئيس فرقة مقاومة الارهاب “عمر الحاجي” بعدها بدقائق وصفعني على خدي الأيسر صفعة قوية جدا نتج عنها أن انفلقت أذني اليسرى وانفجر منها الدم بغزارة جعلتني إلى اليوم لا أسمع بها…
ضربني، ثم سألني بعدها: “علاش قلت نهار 17 ديسمبر أنو النهار هذا لا عاد يحبسو حد ؟”
وكنت فعلا يوم 17 ديسمبر، وقد بدأت حشود المنتفضين في التوافد على مقر الولاية صرخت دون أن أشعر وقلت تلك الكلمات التي سئلت عنها…
لم يكن لدي إجابة عن سؤاله، فقد قلتها لإحساس في داخلي فقط لا أكثر وليس لحسابات سياسية أو غيرها…
وصدق حدسي، ولم يحبس 17 ديسمبر إلى اليوم، ولن يحبس أبدا حتى يحرر القدس بإذن الله، وسترون عما قريب العجب العجاب، سترون المواقف الثورية تخرج من أفواه من كانوا بالأمس يحاربون الثورة ويقفون ضدها، وما مواقف تونس من ترامب ومن الخمارات العبرية إلا بدايتها…