مؤشر “التغلغل” الإماراتي في مؤسسات الدولة !!
زهير إسماعيل
في اليومين الأخيرين، انكشف جانب مهم من أدوات آل نهيّان بيننا حتّى من حاول منهم التخفّي وراء موضوع “كرامة المرأة التونسبة وحقوقها” مفصولا عن كرامة التونسيين وسيادة بلدهم، وذلك في محاولة يائسة للتغطية على الأصل المتمثّل في تدخّل ساسة أبو ظبي في شؤون تونس واستهدافهم ديمقراطيتها وأمن أهلها.
ونرجو ألاّ يكون غياب الردّ الرسمي القوي المطلوب، والاكتفاء بمواقف ضعيفة ومتردّدة وغير كافية في مجملها، مؤشرا على درجة “التغلغل” الإماراتي في مؤسسات الدولة وتأثيره عليها.
الفرز على قاعدة الموقف من الصلف الإماراتي واستهدافه المفضوح لبلادنا يجب أن يبلغ مداه.
يبدو “حزب الفيراج”، “حزب الألتراس”، وهو يطل على الشأن العام، من حين لآخر، من فضائه الخاص، الأصدق لهجة والأدق تسمية والأقدر على التجميع والأقل أدلجة بالمعنى الرث الذي انتهى إليه مشهدنا السياسي والحزبي، وليس في هذا موقف مطلق من الإيديولوجيا ومن الأحزاب.
هذه الظواهر تؤكّد أنّٰ “السياسي le politique” مازال جادّا في البحث عن شكل انتظام مناسب، وأنّ “الوعي الذاتي” عند الحشود من طبيعة أفقيّة بخلاف الأحزاب ذات الإرث السلطوي المرتهنة إلى القيادات الأبويّة والتضامن الأسري ومراكز الغنيمة، التي لا تنفع معها مسوح الديمقراطيّٰة ودعاوى الجماعيّة.
مازال المشهد الحزبي عندنا يمثّل شهادة على أنّ “الحضبة”، رغم عفويّتها وعرضيّتها، أصدق من الحزب.
أشكال الانتظام العمودي ليست إلاّ إعادة إنتاج للأشكال السلطويّة الأردأ.