الباجي قايد السبسي يُمزّق وثيقة قرطاج !!؟؟
يبدو أنّ سيناريو تمزيق وثيقة قرطاج بما هي الإطار المرجعي سياسيا لحكومة يوسف الشاهد في طريقه إلى التجسّد والتفعيل على يدي المؤسّس ذاته. فمن ابتكر هذا الإطار المرجعي لإزاحة الحبيب الصيد لن يعدم المبررات و”المسوِّغات” لإعلان نهاية صلاحية وثيقة أتت بـ”إبنٍ” لم يراع حقوق الأبوّة السياسية.
إنّ الراصد للمشهد السياسي التونسي يقف على مقدّمات نتائجها ستؤول إلى القول بضرورة إعادة هندسة المشهد ذاته. وسنكتفي في هذه التدوينة ببعض الإشارات والتلميحات…
• أولا : استقبال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الجمعة الفارط أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي صباحاً، وإمضاء الطبوبي في ساعة متأخرة من ذات اليوم على اتفاق حول مفاوضات زيادة الأجور للسنة القادمة مع رئيس الحكومة. هذا الاتفاق لم تهتم به مصالح الاتصال برئاسة الحكومة !!! وأعلن عنه الأمين العام (يمكن التفصيل في فضاءات أخرى عن أسباب استعجال الإمضاء، وأسباب عدم النشر، والرابط بين لقاءي الصباح والمساء).
• ثانيا : إعلان برهان بسيس القيادي بنداء تونس والمتحدث باسم حافظ قايد السبسي أنّ سفير دولةٍ ما (الإمارات) طلب من الحزب أن يتحالف مع حزب آخر (حركة مشروع تونس)… وقراءتي لهذا الإعلان هو أنّ المقصود به هو حركة النهضة وليس مشروع تونس… فالبحيرة تطلب من مونبليزير مساعدتها في ملف القصبة مقابل عدم الاستجابة لطلب أبوظبي…
• ثالثا : اتحاد الأعراف هدّد بالخروج عن وثيقة قرطاج، وساكن القصبة يستجير باتحاد الشغل…
• رابعاً : حزب آفاق يعلن الانسحاب من الحكومة والشاهد يتمسك بالوزراء… كما تمسك بوزير الجمهوري سابقاً… لأسباب عديد من بينها أنّهم وغيرهم. يُعدُّون ذخرا لتشكيل سياسي بصدد التَّشكُّل…
• خامساً : هزيمة النداء في انتخابات ألمانيا كانت مناسبة لعضو الحملة الانتخابية للنداء سنة 2014 للظهور فايسبوكيا لتحميل حزبه “الحالي السابق” وباقي الأحزاب مسؤولية الهزيمة،
ومن يمكنه الفوز هو من اختار السير على هدى ماكرون، والفضل في ذلك إلى من يتكبد جهود الوساطة.
لذلك ولغير ذلك، يبدو أنّ خيار إعادة هندسة المشهد السياسي غدا ضرورة قصوى حتى ولو كان الثمن تمزيق وثيقة قرطاج ذاتها.