Site icon تدوينات

لماذا بلع أذيال الإمارات الإهانة ؟

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي
جماعة “لا تركيا ولا قطر” من “يسار الرّزّ” ومن أحزاب ليبراليّة انحدرت في مجموعها من المنظومة النّوفمبريّة ممّن اتّخذوا من قشرة الحداثة شعارا لإيهام النّاس بجدوى “مشروعهم”، صمتوا صمت القبور عمّا صدر من أولياء نعمتهم “آل زايد” من إهانة لم تمسّ المرأة التّونسيّة فحسب، وإنّما مسّت عموم الشّعب التّونسي.
بداية سلوك “أولاد زايد” ليس له ما يبرّره إلّا الحقد على تونس لأنّها منطلق الثّورة ومبتدؤها. ويبدو أنّ متزّعمي الثّورة المضادّة قد بلغوا حالة من “الهستيريا” والتّشنّج قد تعكس الصّعوبات التي واجهتهم في تخريب المسار الدّيمقراطي في تونس.
أمّا أنصار الحداثة المغشوشة ممّن حاولوا احتكار صفة المدافع عن حقوق المرأة التّونسيّة زورا وبهتانا، بلعوا الإهانة خوفا من إغضاب أسيادهم وداعميمهم. بل أصبحوا يلتمسون لهم المبرّرات خشية انقطاع العطاء. وهم يدركون جيّدا أنّهم دون السّند الخارجي لن يستطيعوا الإنقلاب على المشهد الرّاهن بالكامل. وليس لهم من سبيل لتحقيق أمانيّهم إلّا المزيد من التّزلّف لآل زايد، لكلّ ذلك لم نسمع لهم همسا.
فـ”النّوّاحة والردّادة” (الموسي) التي لم تخرج من حالة اكتئاب أصابتها منذ هروب المخلوع، فهي تعلّق على “أولاد زايد” الأمل في استعادة أيّامها الخوالي وهي تصرخ بذلك الشّعار النّوفمبري البائس “بن علي ما كيفو حد” أو هي جاثية، تلهب كفّيها بالتصّفيق أمام الحجّامة وهي تخطب فيها وفي أمثالها في يوم علم تشرف عليه جاهلة. وأمّا ياسين براهيم فلن يغفر للتّونسيين أنّهم كشفوا فضيحته الشهيرة مع بنك “لازار”. وفي سبيل الإنتقام لشخصه فهو مستعدّ ليغفر لمن أهانوا المرأة التّونسيّة. “المزروب” صاحب الشّقوق والجبهات، هو الآخر في سبيل الإمساك بالسّلطة فلن يجازف بإغضاب يوسف العتيبة فهو مثله تستر عورته قشرة من حداثة مغشوشة، ولكنّه يزجل العطاء لأذياله ماداموا ملتزمين بتخريب الرّبيع العربي.
خلاصة القضيّة أوجزها نزار قبّاني في عبارة “لقد ارتدوا قشرة الحضارة والرّوح جاهليّة”. قوم منتهى ما يحلمون به: حلّ أحزاب، وإغلاق كتاتيب قرآنيّة. ماذا نفعل إذا كان تعليم القرآن قد دخل في عادات هذا الشّعب وأصبح ذلك من مكوّنات هويّته؟ هل نلقي به في البحر أو نخرّب قيمه الرّوحيّة إرضاء لحفنة ممّن باعوا وخانوا وامتلأت نفوسهم عقدا؟

Exit mobile version