عبد القادر الونيسي
استقر في ذهني إسم ياسين العياري يوم دعاني الصديق سامي الصيد مدير قناة الزيتونة للمشاركة في وقفة تضامنية مع ياسين (كان يومها في السجن) أمام مجلس النواب.
وصلت من الغد في الموعد المحدد تأملت في الحاضرين فهمت أن غالبيتهم من أنصار النهضة.
حضر من النواب: رمزي بن فرج ومحرزية العبيدي ويمينة الزغلامي.
حضر كذلك رضا بلحاج من حزب التحرير والشيخ رضا الجوادي وللأمانة الطاهر بن حسين صاحب قناة الحوار سابقا.
قدمني أحد الإخوة إلى أم ياسين كان الحزن يلفها من رأسها إلى أخمص قدميها. رأيت في وجهها وجوه أمهاتنا عندما ابتلينا بالمحن والسجون يومها ما كان أحد يجرؤ على التعاطف معهن.
بشرتها بالفرج القريب وأننا لن نترك ابنها حتى يعود إلى حضنها بإذن الله آمنا مطمئنا.
تهللت أساريرها وهي المكلومة بفقد العشير ثم الولد وحمدت الله على كل حال.
شدتني ببساطتها وتواضعها وحزن عميق يجعلها بين الحين والآخر لا تدرك ما يدور حولها. رأيت فيها نساء تونس في جلدهن وصبرهن على نوائب الدهر.
دعيت إلى المنصة لأتكلم. لم يسبق لي أن ألتقيت ياسين لكني عرفت أمه منذ حين. وجهها لم يغادرني فتكلمت وقد سيطر على وجداني وجع أم ياسين ونظراتها التائهة.
لا أدري مالذي قلت كل ما أذكره وأنا أغادر المنصة أن رضا بلحاج أقبل علي مسلما بحرارة.
غادر ياسين بعدها السجن ويبلغني بين الحين والآخر مماحاكاته مع أنصار النهضة فأتألم وأسأل مالذي أصاب ولد تلك المرأة الطيبة حتى يسقط في منطق البذاءة وخطاب منحرفي النقابات الأمنية.
في الختام يبقى ياسين أمانة الشهيد الطاهر العياري ولن نتركه وحيدا يتهاوشه أعداء الحرية وسنقوم إعوجاجه بالمودة والنصيحة والكلمة الطيبة.
والله من وراء القصد.