الفوسفوجيبس عنوان للخيانة…
إمحمد ضيف الله
جل الملفات والقضايا الاجتماعية والتنموية وخاصة الاقتصادية ظلت تراوح مكانها منذ 2011 مع الحكومات المختلفة التي تعاقبت على الحكم ولم يقع حلحلة اي من الملفات الكبرى للبلاد والعباد.
قبل يومين مرت الذكرى السابعة لاحداث 17 ديسمبر وبدون تكرار القول فالاوضاع عامة ساءت اكثر مما كانت عليه لاسباب يطول شرحها الان ومعلومة للجميع بعضها مقنع وبعضها غير مقبول
وقل وندر ان سعت الحكومة الحالية او سابقاتها لمعالجة ملف تنموي او اجتماعي وحرصت على متابعته وتنفيذه ورصدت له الاموال الطائلة وخصصت له الوقت وسخرت له الامكانيات كملف الفوسفوجيبس وماادراك ماالفوسفوجيبس، هذه المادة التي تفرزها مصانع الموت في خليج قابس ويتم القاؤها في عرض البحر منذ عقود وهو ما ساهم في تلوث الشواطىء وتصحر الخليج والقضاء على الثروة البحرية فضلا عن مخلفات اخرى اضرت بالبيئة والبشر من سكان الجهة وظهور امراض جديدة نتيجة التلوث مثلما اثبتت التحاليل الطبية ذلك واما تذمر السكان ومطالباتهم المتكررة وتحركاتهم التي اتخذت احيانا شكل اعتصامات ومسيرات وتبني اتحاد الشغل ومنظمات مجتمعية اخرى لمطالبهم تحركت الحكومة للبحث عن الحلول وفرح الجميع فرحة لم تكتمل لان قريحة الحكومة وخبراءها تفتقت فوجدت الحل المتمثل في جلب هذه المادة السامة وردمها تحت الارض… اي ارض ؟
في الاجابة تكمن الكارثة ارض من اراضي منطقة منزل الحبيب او الحامة الشاسعة البور الجافة الصحراوية التي لا تنبت زرعا ولا نخيلا ولا زيتونا وهجرها اهلها كما تعتقد الحكومة وامام الرفض المستمر للسكان انتقلت الحكومة لمرحلة الترغيب بالمال فهي تعرف ان الترهيب عملة منتهية الصلوحية…
احد السكان وحراس الارض في منطقة السفية المبرمجة كاحدى المناطق للمصب السرطاني قال لقد عرضوا علي ما قيمته حوالي مليار من المليمات ونصحوني بالهجرة نحو المدن الساحلية لاعيش حياة جديدة مختلفة مع اسرتي مضيفا بصراحة لقد سال لعابي فانا اسمع عن المليار في التلفزة فقط ولا احلم بتحوزه.
الفوسفوجيبس لعنة الزمان اليوم وغدا وبعد اعوام ولعنة المكان الذي سيذكره التاريخ بعنوان مهين.. الخيانة… لا تخونوا التاريخ يا اصحاب الارض اما الحكومة فارجو ان تبحث عن حلول بديلة ستجدها لو ارادت.