تدوينات تونسية

العرب وآخر مراحل التطوّر البشري

عبد الرزاق الحاج مسعود
لماذا لا نفكّر جديا في حلّ تقني آلي لمشاكل العرب المستعصية منذ قرون.
بعد أن جرّب مفكرو عصر النهضة تجديد العقل العربي ثم ما لبثوا ان استسلموا أمام تجذّر الخرافة في وعي ولاوعي العربي الذي ما كاد يكتشف الحواضر والمدن حتى عاد مهرولا إلى البداوة.
وجرّبت جيوشنا الانقلابات على الملكية بدعوى أنها رجعية وعميلة للاستعمار فتحوّلت هي نفسها إلى أوليغارشيات عسكرية فاشية.
وجرّبت نخبنا الليبرالية المتعلمة في مدارس الغرب قيادة دولنا “الوطنية” الجديدة التي رسم حدودها وحدود صلاحيتها الاستعمار حين انشغل بحروبه البينية، فتحوّلت إلى زعامات مختلّة مصابة بجنون العظمة وجنّنت شعوبها معها.
وأخيرا جرّبت شعوبنا الثورة فانفتحت أمامها أبواب جهنم:
حوّلت الامبريالية ووكلاؤها المحليون ونخبها “الوطنية والمناضلة” زمن الديكتاتورية (التي سارعت إلى تصفية حساباتها الإيديولوجية المرضية العالقة منذ عقود) حياتها إلى جحيم يومي وأشعلت النار في كلّ شبر من كل أرض يسكنها عرب يجرؤون على لفظ كلمة حرية.
•••
بعد كلّ هذا، وبعد أن تأكدت شخصيا (أرجو أن لا يسارع أصدقائي التبشيريّون إلى اتهامي باليأس لأنني تجاوزته بأشواط) أن لا مجال لأن يخرج من بيننا من يستطيع حيازة الحدّ الادنى الضروري من ثقة شعبية تمكنه من مواجهة التحدي الاستعماري الخارجي المدجج بتكنولوجيا المستقبل.
أقترح أن نجرّب حلّا تقنيا نحقق به كل أهدافنا المستحيلة دفعة واحدة:
نكلّف الغرب (وله أن ينسّق أموره مع الشرق/الصين منافسه الجديد في مجال الذكاء الرقمي) حفظا لحقّه التاريخي وحقوق ملكيته الفكرية، بتمكيننا من حاسوب عملاق على شاكلة AlphaGo نودع فيه سيرتنا كلّها، ولن أقول عيوبنا ونقائصنا وعقدنا لاننا لن نجمع عليها وسننخرط في جدل لا ينتهي لتشخيصها، ونطلب منه صياغة وصفة تقنية تضمن لنا عدم الاندثار ثم الانخراط الأدنى في التاريخ الإنساني.
سننهي بذلك صراعاتنا الداخلية البدائية.
ونضمن للامبريالية نصيبها فينا في شكل مقابل أو ريع “البعث الجديد”.
وبذلك ننتقل أيضا ومباشرة إلى آخر مراحل الذكاء الرقمي والتطوّر البشري.
بعد أن أصبح من المستحيل علينا بكل المقاييس أن نتدارك كلّ الثورات العلمية التي مرت بها البشرية.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock