عبد القادر الونيسي
رغم بعد الشقة وصل المجاهدون التوانسة في وقت مبكر سنة 48 للدفاع عن فلسطين بفضل الله ثم بفضل التعبئة التي أوقد شرارتها علماء الزيتونة ونخب فكرية وطنية وكان للأوقاف دور حاسم في تجهيز المتطوعين وخاصة ما كان يعرف بوقف صفاقس.
خط مجاهدو أرض عقبة آيات مجد وبطولة وتمكنوا من ضرب حصار على تل أبيب بمعية متطوعين قدموا من أنحاء شتى من العالم الإسلامي.
خيانة النظام المصري حينها وصفقة الأسلحة الفاسدة هي التي حرمت هؤلاء الأبطال من تحرير أرض فلسطين.
من يومها ارتبط وجدان الشعب التونسي بأرض المسرى وعانق هموم أهلها وقدم مئات الشهداء نصرة ودفاعا عن القدس وفلسطين.
أحب أهل القدس التوانسة وفتحوا لهم بيوتهم وزوجوا من رغب في الزواج واستقر البعض منهم في حارة المغاربة حارة أجدادهم الذين شاركوا في حملة صلاح الدين لتحرير بيت المقدس ومازلت آثارهم شاهدة عليهم إلى يوم الناس هذا.
الأحداث المتتالية ومحن الشعب الفلسطيني من التهجير إلى حروب 67 و 73 إلى ملاحم غزة لم تزد هذا الرباط المقدس بين الشعبين إلا رسوخا ومتانة.
ذكرت هذه المعاني و أنا أتابع فضيحة المطبعين وهم يفرون هلعا وفزعا من المكتبة الوطنية (هي وعموم المؤسسات الثقافية تحت سيطرة المطبعين) أمام ردة فعل تلقائية يقودها عمال المكتبة قبل مثقفيها الرافضون لجرائم الإحتلال والمحاولات البائسة لتبييض الصهيونية.
يالغباوة هولاء القوم غاب عنهم أن أهل تونس يألمون كما يألم أهل فلسطين ولن يذروا الأقصى حتى تتبدى بشائر النصر المبين.
“إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا . وَنَرَاهُ قَرِيبًا”.
رسالة من المكتبة الوطنية إلى القدس

عبد القادر الونيسي