مروان العمدوني
انتهت الانتخابات الجزئية بألمانيا بفوز ياسين العياري في انتخابات كثر الحديث حولها لكن المهم من ذلك هو استخلاص جملة من الدلالات حول هذا الفوز باعتبار أن المترشح لم يكن يمثل أي طرف سياسي أو تنظيمي.
صحيح أن نسبة الاقبال كانت ضعيفة لكن ذلك لا يقلل من قيمة المنجز علاوة على أن اللعبة الديمقراطية تتجاوز منطق النسب فالعبرة بالنتيجة.
ضعف نسبة الاقبال على الانتخابات الجزئية في ألمانيا يعود لعدة أسباب و أهمها:
• انعدام الثقة في الطبقة السياسية.
• الهوة الكبيرة بين الطبقة السياسية وعامة الشعب من حيث الانتظارات والمشاغل والمشاكل.
• استعلاء الطبقة السياسية عن النظر في اشكاليات وانتظارات الشعب وايثار المواضيع الجانبية التي لا تعتبر من الأولويات.
• مركزية اتخاذ القرار.
• الصراع السياسي اللاأخلاقي وما انجر عنه من اهتزاز نظرة التونسي للسياسة والسياسيين.
• عدم وجود ارادة سياسية حقيقية للخروج بتونس من حالة التردي.
• عدم نجاعة الحكومات المتتالية للتناغم مع استحقاقات الثورة والخروج بحلول جذرية للأزمات المتتالية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية.
كذلك يمكن استخلاص أن العالم يشهد تغيرا على مستوى التنظيمات -كما أظهرت أغلب النتائج الحاصلة- فقد نشهد مستقبلا انهيار التنظيمات العمودية وظهور التنظيمات الأفقية التي تتجاوز منطق القيادة/القاعدة ولنا في ذلك أبرز مثال في الانتخابات البريطانية والفرنسية.
فوز ياسين أربك العديد لأن ذلك بداية الانذار حول مآل أو نجاعة الانتخابات القادمة سواء البلدية أو التشريعية التي قد تكون كارثية من حيث نسبة الاقبال نظرا للسخط الذي يعيشه الشارع التونسي.
الأهم من ذلك أن هذا الدرس يجعل الطبقة السياسية مطالبة بمراجعة التوجهات الكبرى والقرب أكثر من الشعب والابتعاد عن السفاسف/التفاهات وتشبيب الطبقة السياسية واعطاء فرصة أكبر للشباب من أجل اضفاء نقلة وتغيير زعماتي في المشهد السياسي.