صحافي !!

نور الدين العويديدي
قبل 29 عام من توة كنت طالب في كلية 9 أفريل فالس وزيد نقرا فلسة.. قصدي فلسفة.. طالب ما عندوش منحة جامعية.. وجاي من وسط فقير ومن عايلة كبيرة ما عندهاش الفاضل.
قاري برشة كتب وعندو برشة حماس.. لكن الجيب خاوي والفلس عامل فيه.. ساكن مع بعض اصحابو في الجبل الاحمر.. مرة يدفع الخلاص وعشرة لا.. ويمشي على ساقيه مسافات يستحيل يمشي عشرها توة.. ياكل في المطعم الحامعي.. وإذا شيخها البرة ياكل لبلابي حار بعظمة وكاس زيت.. ويخرج سخون يفور.
أيا قلت يا نور الدين حرام عليك تقعد فالس وانت تنجم تدخل الفرنك.. جربت نكون تاجر ما قدرتش.. تسلفت شوية فلوس وبعت وشريت وضيعت راس مالي بالحشمة.. يشروا مني أصحابي وما يخلصونيش.. وراح الربح وراس المال.. وقلت باي باي للتجارة.. هذي موش متاعي وانا موش متاعها.
أيا قلت برة نرمي روحي على جريدة نجرب حظي معاها.. نغطي لها اخبار الجامعة.. وجاب ربي في الصواب.. وبديت مع جريدة متواضعة برشة باخبار الجامعة.. وبالشوية بالشوية بديت نغطي في الاخبار الوطنية.. وعملت شوية حوارات مع سياسيين وغيرهم.. وما عديت ثلاثة اشهر حتى ولى عندي عنوان في الصفحة الاولى كل عدد.
في الحقيقة كان عندي برشة افكار.. اما كنت نعاني برشة برشة باش نكتبها بشكل منظم ومزيان.. كنت نعدي ساعات وانا نكتب ونعدل ونصلح وبعدين نقطع الورقة ونعاود ورقة أخرى.. المهم كي نهز المقال للجريدة نكون راضي عليه بشكل معقول.. وما نرضى ع المقال حتى نشوف النجوم في القايلة.
الجريدة متواضعة.. وساعات كنت ندخل على رئيس التحرير نلقاه يقص ويلصق في مجلات وصور ومقالات..
ونتذكر مرة أني عملت حوار مع المطرب الشعبي المصري الملتزم الشيخ إمام.. ويا لهول الصدمة.. بعد نهاية الحوار اكتشف أن المسجلة ما سجلت شي.. آش باش نعمل.. آش باش نعمل.. عصرت مخي وركزت برشة.. وفرغت الحوار م الذاكرة.. وكان عندي في هاك الوقت ذاكرة حديدية، حتى أني حفظت سورة ياسين في سرحة غنم.. وكي قريت عليه الحوار بعد ما تنشر كان راضي وشايخ، الله يرحمه.
المهم عديت شهرين كاملين ما خذيت حتى فرنك.. وبعدين خلصني رئيس التحرير 90 دينار.. كنت نظن اني باش ناخذ مبلغ اكبر.. على خاطر الحشمة ما خلاتنيش نتناقش معاه في الخلاص قبل بداية الخدمة.. لكني خرجت من عنده وانا باش نطير.. مبلغ اكثر من شهرين منحة بعشرة الاف على الاقل..
خلصت ديوني ودفعت التزاماتي في البيت وكليت مع اصدقاء ربع دجاج وقازوزة لكل واحد.. وحسيت لأول مرة أني قادر نعيش من عرق جبيني.. ومن هاك الايام كبرت البلية مع الوقت وتواصلت الرحلة.. رحلة الصحافة ولكن من خارج معهدها النظامي.

Exit mobile version